وروى أنه - صلّى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ حتى وصل إلى آخرها، افتتح من الحمد، ثم قرأ من البقرة إلى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ثم دعا بدعاء الختم.
وروى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: «خير الأعمال افتتاح القرآن وختمه».
٢٣ - أن يقرأ بصوت متوسط، بين أن يخافت أو يجهر، وأن يقرأ السورة على وجهها أي بأكملها، فقد روي أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - مر بأبي بكر وهو يخافت أي يقرأ بصوت خافت لا يسمعه غيره، ومر بعمر وهو يجهر، ومر ببلال وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة. فقال لأبي بكر: إني مررت بك وأنت تخافت فقال:
إني أسمع من أناجي، فقال له - صلّى الله عليه وسلم -: ارفع شيئا. وقال لعمر: مررت بك وأنت تجهر، فقال: أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان، أي النعسان: فقال له عليه الصلاة والسلام: اخفض شيئا. وقال لبلال: مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه فقال: أخلط الطيب بالطيب. فقال - صلّى الله عليه وسلم -: اقرأ السورة على وجهها.
٢٤ - وعلى كل مسلم إذا قرأ في المصحف أن لا يتركه منشورا، أي مفتوحا بعد القراءة، وأن لا يضع فوقه أي شيء حتى يكون عاليا محفوظا، وعلى المسلم أن لا يتوسد المصحف، أي لا يجعله تحت وسادته والوسادة هي «المخدة» أو لا يجعل المصحف وسادة له، وكذلك لا يعتمد عليه أي لا يتكئ أو يستند عليه، وأن لا يقرأ في مكان نجس.
[٣ - ومن آداب الاستماع:]
الاستماع هو الإصغاء والإنصات، ومن آداب الاستماع إلى القرآن الكريم ما يأتي:
١ - أن يستحضر المستمع قلبه وعقله حين ينصت إلى كلام الخالق عز وعلا، ويتدبر معاني القرآن الكريم، فيلين قلبه، وتخشع جوارحه وتغشاه السكينة وتنزل عليه الرحمة. قال تعالى: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.