٢ - وعليه أن يكون على علم بأنه في مقام عبادة بسماع كلام الله وتدبر معانيه، وفي مقام تفهم لأوامره ونواهيه، وهذا يوجب عليه أن لا يتحدث مع أحد، أو يلهو، أو يدخن السجائر، مع العلم بأن الملائكة تنفر من الروائح الكريهة.
٣ - والدليل على أن الإنسان قد يتأثر بما يستمع إليه، أن تفيض عيناه بالدمع.
٤ - وعليه أن يلتزم الهدوء والصمت والخشوع، وعليه كذلك أن لا يعكر صفو القراءة بعبارات الثناء أو غيرها.
٥ - إذا استمع لآية فيها تبشير بالجنة والرضوان دعا الله عز وجل، وإذا استمع لآية فيها إنذار ووعيد وذكر النار، تعوذ بالله عز وجل، وإذا استمع لآية فيها تنزيه الخالق جلت قدرته، نزهه بأجل الصفات. قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
وفي مداومة تلاوة القرآن العظيم والاستماع إليه يتزود العبد بالتقوى. قال تعالى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ. انظر في هذا المبحث «أحكام التجويد» للأستاذ/ محمد محمود عبد العليم.
[٤ - من آداب الناس كلهم مع القرآن:]
ثبت في صحيح مسلم رضي الله عنه عن تميم الداري رضي الله عنه قال:«إن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال: الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم». قال العلماء رحمهم الله: النصيحة لكتاب الله تعالى هي: الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته، وتحسينها، والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة، والذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين، والتصديق بما فيه، الوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله، والاعتناء بمواعظه، والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم بمتشابهه، والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه، ونشر علومه، والدعاء إليه وإلى ما ذكرناه من نصيحته.
وقد أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الاطلاع وتنزيهه وصيانته وأجمعوا على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به