(٣٣) وليس بينه وبين تركه ... إلّا رياضة امرئ بفكّه
٥ - باب الترقيق (*)
(٣٤) ورقّقن مستفلا من أحرف ... وحاذرن تفخيم لفظ الألف
ــ
(٣٣) والمقصود في هذا البيت هو التجويد، والهدف مداومة تلاوته أي مداومة القراءة والتكرار والسماع من أفواه المشايخ لا بمجرد النقل والسماع وإطلاق الفك وهو اللحى على الفم من باب إطلاق الجزء على الكل، ومجمل القول: يعني ليس بين التجويد وتركه فرق بمعنى فارق إلا مداومة امرئ على التكرار وسماعه من ألفاظ المشايخ الحذاق الأبرار لا مجرد اقتصار على النقل من الكتب المدونة أو اكتفاء بالعقل المختلف الأفكار.
(*) الترقيق لغة: التحنيف. واصطلاحا: حالة من الرقة تلحق الحرف عند النطق به فلا يمتلئ الفم بصداه، ومن الملاحظ أن الحروف الهجائية من حيث التفخيم والترقيق تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم مفخم دائما، وقسم مرقق دائما، وقسم مفخم في بعض الأحوال مرقق في بعضها الآخر.
(٣٤) قوله: (فرققن مستفلا) أي أن الحروف التي ترقق هي حروف الاستفال، وهي ما دون حروف الاستعلاء التي جمعت في:«خص ضغط قظ» وهي حروف التفخيم ولا يجوز تفخيم شيء من الحروف المستفلة إلا اللام من اسم الله الواقعة بعد الفتح أو الضمة.
وحكم اللام من لفظ الجلالة أنها إن وقعت بعد فتح نحو (وعد الله) أو ضم نحو (إن عبد الله) فخمت وإن وقعت بعد كسر نحو (بسم الله) رققت. وفي ذلك يقول ابن الجزري:
وفخم اللام من اسم الله ... عن فتح أو ضم كعبد الله
وقوله:(وحاذرن) أي واحذر البتة تفخيم لفظ الألف أي كن حاذرا من تفخيمها خصوصا الألف من بين الحروف المستفلة.
والقاعدة المقررة هي أن الألف لازمة للحرف الذي قبلها فإذا وقعت بعد حرف)