(٥٨) وتمّ ذا النّظم بحمد الله ... على تمامه بلا تناهي
(٥٩) أبياته ندّ بدا لذي النّهي ... تاريخها بشرى لمن أتقنها أو يتقنها
(٦٠) ثمّ الصّلاة والسّلام أبدا ... على ختام الأنبياء أحمدا
(٦١) والآل والصّحب وكلّ تابع ... وكل قارئ وكلّ سامع
ــ
(٥٨، ٥٩) وتم: أي كمل واكتمل هذا النظم مصحوبا بحمد الله تباركت أسماؤه وجل جاهه. وهذا التمام نعمة من نعم الله تعالى، وهذه النعمة يجب أن تقابل بالحمد الكثير والشكر الوفير. والثناء العزير لله الكبير المتعالي سبحانه وتعالى علوا كبيرا.
وقوله (بلا تناهي) أي من غير نهاية، بل يكون ذلك الحمد وذلك الشكر.
وذلك الثناء مستمرا دائما أبدا إلى ما لا نهاية.
وقوله:(أبياته): أي أبيات هذا النظم (واحد وستون بيتا من كامل الرجز من أبحر الشعر (وند بدا) أي نبت طيب الرائحة وقوله: (بدا) أي ظهر وتاريخ هذه الأبيات وعام تأليفها سنة مائة وثمانية.)
(٦٠، ٦١)(ثم الصلاة) المراد من ثم هنا إنما هو الترتيب الذكرى لا التراخي، والصلاة هنا ختام للنظم، وهنا الصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد - صلّى الله عليه وسلم - وهذا ثناء جميل على الرسول بما هو أهل له وهو (أحمد) الّذي بشر به سيدنا عيسى في سورة الصف الآية (٦) قال تعالى: وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ [الصف: ٦].
والصلاة والسلام على الآل والصحب وكل تابع، وكل قارئ وكل سامع.
تم بحمد الله تعالى الباب الأول من الكتاب ويليه الباب الثاني وهو شرح متن الجزرية.