للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفصل الثاني: جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق.

وفيه مبحثان: المبحث الأول: بيان كيفية الجمع ونتائجه. وقد عقد الباحث فيه ثلاثة مطالب:

**المطلب الأول: فكرة الجمع وسببه. وهو ما حصل من مقتل القراء في حروب الردة، وكان بمشورة الفاروق رضي الله عنه، وهذا الجمع مغاير للجمع الذي حصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بدليل تردد أبوبكر وزيد فيه، وقولهما:"كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله".

**المطلب الثاني: لجنة جمع القرآن. ذكر أن الذي تولى هذا الجمع هو زيد بن ثابت رصي الله عنه، للخصال التي تميز بها وهي:

١ - كونه شابا، ليكون أنشط وأقوى فيه، وقد شبه نقل جبل من مكانه، بأنه أسهل عليه مما كلف به.

٢ - عاقلا، فيكون أوعى له.

٣ - لايتهم، فتركن النفس إليه.

٤ - كان يكتب الوحي على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فلديه الخبرة والممارسة الكافية لهذا العمل.

ولعظم المهمة، فالباحث يعتقد أن بعض الصحابة قد وقف إلى جانب زيد في انجازها، خصوصا عمر رضي الله عنه كما جاء في بعض الروايات.

واستغرقت المهمة ما يقارب السنة، من بعد اليمامة إلى قبيل وفاة أبي بكر رضي الله عنه حيث أودع عنده.

ثُمَّ عدد الباحث ما امتاز به هذا الجمع من مميزات:

من أهمها أن القرآن جمع في مصحف واحد، مرتب الآيات، قد حوى الأحرف السبعة التي نزل القرآن بها، وظفر بإجماع الأمة عليه.

ـ[ولي تعليق على المدة التي جمع بها:]ـ

فقد تمت في الفترة مابين حروب الردة في الأشهر الأخيرة من سنة١١هـ ووفاة الصديق في جمادى الآخرة سنة١٣هـ وهي فترة تمتد إلى سنة وأكثر من ستة أشهر ولا نستطيع الجزم بأحد هذين الأمرين دون الآخر: أنها استغرقت المدة كاملة أو استغرقت جزءا منها، لعدم وجود روايات تحدد ذلك ومتى ثبت شيء من ذلك كان المصير إليه، وما نستطيع الجزم به أنها لا تتجاوز السنة والنصف والله أعلم.

<<  <   >  >>