قال المصنف رحمه الله تعالى:[ثم تزوج سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد وُدِّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي بعد خديجة بمكة قبل الهجرة، وكانت قبله عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو، وكبرت عنده وأراد طلاقها فوهبت يومها لـ عائشة فأمسكها].
ثاني أمهات المؤمنين سودة بنت زمعة، وقد كانت رضي الله عنها وأرضاها بدينة ثقيلة الحركة، ولذلك رخّص لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تنزل في يوم مزدلفة قبل الناس، وكذلك من كان في وضعها، أذن لها أن تخرج من مُزدلفة بعد مُنتصف الليل كما هو معروف في كتب الفقهاء، وأذن لها أن تأتي منًى قبله، لأنها كانت امرأة ثبطة، ثم إنها في آخر أيامها خشيت أن يطلقها النبي صلى الله عليه وسلم وأرادت أن تكون زوجته في الجنة فاتفقت معه أن تمنح ليلتها لـ عائشة رضي الله وأرضاها، فاجتمع عند النبي عليه الصلاة والسلام تسع من النساء، وكان يقسم لثمان؛ لأن سودة تنازلت عن ليلتها لـ عائشة رضي الله عنها وأرضاها.