عندما نقول: النبي العدناني فإننا ننسبه إلى جده عدنان الذي هو قطعاً من ذرية إسماعيل، وعندما نقول النبي المضري ننسبه إلى مضر الذي هو أخو ربيعة، فإن مضر له أخٌ يُقال له: ربيعة، افترقت العرب منهما فرقتين: المضريون، وكانوا يسكنون مكة وهم عرب الحجاز، وربيعة وكانوا يسكنون جهة البادية في بادية نجد والعراق، ولما ظهر مسيلمة -وكان من ربيعة- كان أتباع مسيلمة يقولون: كاذب ربيعة -يقصدون مسيلمة - ولا صادق مُضر! يقصدون النبي صلى الله عليه وسلم، أخذتهم الحمية.
ولا يتعلق بهذين الاسمين أي حكمٍ شرعي.
النبي صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعندما يصل الأمر إلى جده هاشم يتعلق به أمرٌ شرعي وهو أنه إذا قيل: آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن المقصود بهم بنو هاشم، والحكم الشرعي الذي يتعلق بهذا أن الزكاة لا تُعطى إليهم كما أخبر صلوات الله وسلامه عليه.
وهاشم هو: ابن عبد مناف، وعبد مناف ترك أربعة من الولد: نوفل وعبد شمس والمطلب وهاشم، وهذه يجب تحريرها؛ لأنه يتعلق بها مسائل شرعية، فقد خلف عبد مناف أربعة من الولد ذكوراً هم: هاشم، والمطلب بدون عبد، ونوفل، وعبد شمس، فهؤلاء الأربعة إخوة من أبيهم عبد مناف.
قال عليه الصلاة والسلام:(عندما ننسب ننسب إلى بني هاشم)، هاشم هذا له إخوة ثلاثة وهم الذين ذكرناهم: نوفل وعبد شمس والمطلب، ولما حصل ما حصل في شعب بني هاشم وحاصرت قريشٌ النبي عليه الصلاة والسلام في الشعب انضم إليه أبناء المطلب، انضموا إلى بني هاشم في الشعب كافرهم ومؤمنهم، وبقي بنو عبد شمس وبنو نوفل مع قريش ضد النبي صلى الله عليه وسلم وبني هاشم.
هذه الخصيصة لبني المطلب حفظها النبي صلى الله عليه وسلم لهم، فلما كانت غزوة خيبر وقسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم، جاءه وفدٌ من بني عبد شمس وبني نوفل، جاءه جبير بن مطعم وهو من بني نوفل وجاءه عثمان رضي الله عنه وهو من بني عبد شمس فقالا: يا نبي الله! إنك أعطيت إخواننا من بني هاشم وهذه لا تثريب عليك فيها؛ لأن الله شرفهم بك، ولكنك أعطيت إخواننا من بني المطلب ونحن وإياهم شيءٌ واحد؛ لأن المطلب أخٌ لـ نوفل وأخ لـ عبد شمس، فقال صلى الله عليه وسلم:(إن بني المطلب لم يفارقونا في جاهلية ولا في إسلام، وشبك بين أصبعه)، ومن هنا ذهب جمهور العلماء إلى أن بني المطلب يدخلون في آل البيت بمقتضى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه أهم فوائد ذكر النسب الشريف.
وهاشم هذا اسمه عمرو، وإنما سُمي هاشماً؛ لأنه كان يكسر الخبز ويضعه مع المرق، ويُسمى هذا عند العرب الثريد، ويطعم به الحجاج، وهو الذي سن رحلتي الشتاء والصيف لقريش، وقد قيل فيه: عمرو الذي هشم الثريد لقومه قوم بمكة مسنتين عجاف سنت إليه الرحلتان كلاهما سفر الشتاء ورحلة الأصياف وهذا هو الذي يُنسب إليه صلى الله عليه وسلم في المقام الأول، يُقال: النبي الهاشمي، وعندما يقال: النبي المضري يخرج بنو ربيعة، وعندما يُقال: العدناني المقصود نسبته إلى إسماعيل وسيأتي بيان هذا.