قال المصنف رحمه الله تعالى:[وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن المصطلق الخزاعية، سُبِيت في غزوة بني المصطلق، فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبها فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابتها، وتزوجها في سنة ست من الهجرة، وتوفيت في ربيع الأول سنة ست وخمسين].
هذه جويرية بنت الحارث، خزاعية سُبيت في بني المصطلق، فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم -وكان أبوها زعيماً- تريد أن تدفع ثمناً لتخرج من الأسر، جمعت مالاً يسيراً وبقي عليها، فدخلت عليه عليه الصلاة والسلام تطلب منه زيادة مال، فلما رآها قدر الله جلّ وعلا أن يطلبها على أنه يساعدها فيتزوجها، فوافقت رضي الله عنها وأرضاها، فتزوجها، فلما علم الصحابة أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوجها تركوا من بأيديهم من الأسرى من بني المصطلق، فكانت امرأة عظيمة البركة على قومها، ثم جاء أبوها الحارث إلى النبي عليه الصلاة والسلام يطلبها فخيرها النبي عليه الصلاة والسلام بين البقاء معه أو أن تذهب مع أبيها فاختارت البقاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم الحارث بعد ذلك، وجعله النبي عليه الصلاة والسلام على صدقات قومه.