وجدت هذه النوازل في كتب أهل العلم المتعلقة بالفتاوي، فالكتب الفقهية تنقسم إلى قسمين: كتب فقهية مرتبة ترتيباً محدداً يبدءون بالطهارة ثم الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج، ثم المعاملات بعد العبادات، وهذا الفقه ينشؤه العالم إنشاءً بدون مسألة، ويذكر الأحكام والاستدلال عليها وطريقة الاستدلال.
والنوع الثاني من كتب الفقه وهي: كتب الفتاوي، وهذه هي مواطن علم النوازل، ففيما يتعلق بكتب الفتاوي والنوازل في الفقه الحنفي: الفتاوي البزازية لـ محمد بن أحمد البزاز وهو من علماء القرن التاسع، توفي سنة ٨٢٧هـ، وهناك فتاوي قاضي خان وهي لـ فخر الدين حسن بن منصور الأوزجندي وهو عالم مشهور من علماء الأحناف من علماء القرن السادس، توفي سنة ٥٩٢هـ، وهناك أيضاً الفتاوى الزينية لـ زين الدين بن إبراهيم بن نجيم، وهو الفقيه المعروف، توفي في القرن العاشر سنة ٩٧هـ.
وهذه كلها مطبوعة.
أما بالنسبة للمذهب المالكي فهو الذي اشتهر عنه استخدام مصطلح النوازل، فنجد مثلاً نوازل ابن رشد، ويمكن أن يسمى أحياناً فتاوي ابن رشد أو أجوبة ابن رشد، وابن رشد هو الجد وليس الحفيد، وقد توفي سنة ٥٢٠هـ، وأيضاً هناك كتاب المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي علماء أفريقيا والأندلس والمغرب للونشريسي، وهو من علماء القرن العاشر من علماء المالكية، توفي سنة ٩١٤هـ، وأيضاً هناك كتاب القاضي عياض: مذاهب الحكام في نوازل الأحكام، والقاضي عياض عالم مشهور له كتاب: الشفا، توفي في بداية القرن السادس عام ٥٠٤هـ.
وأيضاً هناك كتاب للعالم عيسى بن علي الحسيني العلوي وهو أحد العلماء الذين توفوا في القرن الثاني عشر، وأيضاً هناك فتاوي الشاطبي، وهو العالم الأصولي المعروف صاحب كتاب الاعتصام والموافقات، وكتابه هذا مطبوع، توفي رحمه الله سنة ٩٧٠هـ.
بالنسبة للمذهب الشافعي هناك مجموعة من الكتب مطبوعة في الفتاوى، مثل: فتاوي النووي، فتاوي السبكي، فتاوي ابن الصلاح، فتاوي شيخ الإسلام الأنصاري، الفتاوي الكبرى لـ ابن حجر الهيتمي، هذه كلها من كتب الفتاوي في المذهب الشافعي.
وأما الحنابلة فعندهم مجموعة من الكتب، مثل: فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وفتاوي سماحة الشيخ ابن إبراهيم، والدرر السنية في الأجوبة النجدية، ونحو ذلك من الكتب التي تتعلق بالفتاوي.
وكتب الفتاوي يكون الحكم فيها بناءً على سؤال، والسؤال مبني على واقعة ونازلة، وقد تكون بعض هذه الكتب عبارة عن أسئلة لأمور طبيعية وعادية في الصلاة أو الطهارة أو الصيام، لكنها من مظان النوازل الغريبة التي لم تكن موجودة عند السابقين.