[- ١٢ - تحرير النصوص القرآنية من قيود الزمان والمكان]
القرآن كتاب الله الخالد، صالح لكل زمان ومكان، ونصوصه تعطى توجيهاتها لكل بنى الإنسان، ويتفاعل معها المؤمنون مهما كان مستواهم المادى والثقافى والحضارى، وفى أية بقعة فى هذا العالم، وفى أية فترة من فترات التاريخ ..
أقبل الصحابة على نصوصه فعاشوا بها، ولم يقيدوها فيهم أو يقصروها عليهم، وأقبل التابعون عليها فعاشوا بها، وأقبل تابعوهم عليها كذلك فعاشوا بها، وهكذا كل طائفة من العلماء، كانت تجد عند القرآن ما تريد، وتلقى عند نصوصه ما هى بحاجة إليه .. فعلى قارئ القرآن أن ينظر إلى القرآن بهذا المنظار، وأن يتعامل معه على هذا الأساس، لا يجوز أن يقيد نصوصه بحالة من الحالات أو فترة من الزمان- إلّا ما كان مقيدا بذلك- ولا أن يقصرها على شخص ما أو قوم ما- إلّا ما كان مقصورا عليه- إنه لا بدّ أن يحرر هذه النصوص من قيود الزمان والمكان والأشخاص والأقوام، لتعطى دلالاتها لكل الناس، وتطلق إشعاعاتها لكل جيل، وتنشر أضواءها على العالمين ..
أما إذا قصر هذه النصوص على حالة أو فترة أو شخص أو بلدة