ومما يرتبط بنظرة القارئ للقرآن نظرة كلية شاملة، التفاته إلى الأهداف الأساسية للقرآن، فإن دقة وصوابية النظرة- كما بيناها فى المفتاح الأول- تقود إلى حسن التعامل مع القرآن وفهمه وتدبره، وتطلع القارئ على أغراض القرآن الأساسية وأهدافه الرئيسية ومقاصده العامة .. وإذا ما التفت القارئ إلى هذه الأهداف فإنه سيسعى إلى تحقيقها فيه وفى من حوله ..
ويخطئ كثير من المسلمين فى تسجيل أغراض القرآن وأهدافه، حيث يسجلون له أغراضا وأهدافا ثانوية فرعية، أو لا يريدها القرآن ولا يهدف لها بحال ..
نزل القرآن للأموات وليس للأحياء عند بعضهم، فلا يلتفتون إليه إلّا عند ما يموت الميت، فتصدح أجهزة التسجيل فى البيوت بالقرآن لعدة أيام، ويحضر القراء إلى البيوت والمقابر فى مناسبات الموت وذكريات الموتى، وتوقف الإذاعة إرسالها العادي وتقصره على بث القرآن عند موت زعيم أو حاكم .. أما أن يتعامل الأحياء مع القرآن، ويبحثوا عن أغراضه وأهدافه ليحققوها فيهم وفى مجتمعاتهم، فهذا ما لم يفكر فيه هؤلاء.