تدبّر القرآن واجب، والحياة به ضرورة، والحياة فى ظلاله نعمة لا يعرفها إلّا من ذاقها، نعمة تبارك العمر وترفعه وتزكيه .. ولا يدرك هذا إلّا من عاش فى ظلال القرآن فعلا، وتذوق من مظاهر هذه النعمة ما تذوق، ولمس من آثارها ما لمس، ووقف على ما فيها من أنس وسعادة، وراحة وطمأنينة، واسترواح وانشراح (انظر مقدمة الطبعة المنقحة من الظلال وتعريف سيد قطب بسورة الأعراف- على سبيل المثال).
ونحب أن نضع بين يدي القارئ الكريم عبارات رصينة ناتجة عن تجربة عملية رائدة، قام بها رائد الفكر الإسلامى المعاصر الشهيد سيد قطب، ووضعها بين أيدى قراء الظلال، ونحن سنستخرج منه هذه العبارات، التى هى بمثابة أضواء كاشفة، تنير للقارئ الطريق نحو تدبر القرآن وفهمه، وتطلعه على نظرية لازمة للتعامل مع القرآن، والحركة به، والحياة فى ظلاله، وهذه النظرية لا بد أن يطلع عليها المسلمون، ليعرفوا المفتاح الحركى لفتح كنوز القرآن الحركية المذخورة فيه.
إننا ننادى بما نادى به أستاذنا سيد قطب، بنظرية جديدة لفهم القرآن وتدبره وتفسيره، إلا هى نظرية «التفسير الحركى» ونعتبر الأستاذ سيد قطب هو الرائد لها والموضح لأسسها، والمؤسس لمدرسة «التفسير الحركى» التى قدمت القرآن حيا فاعلا مؤثرا للمسلمين المعاصرين، وهو الذى وضع الله سبحانه بين يديه مفتاحا أصيلا هو «المفتاح الحركى» الذى فتح به