كنوز القرآن، وقدمها للناس فى الظلال .. (انظر كتابنا: «المنهج الحركى فى الظلال»).
يقول فى كتابه:«خصائص التصور الإسلامى» عن جوهر النظرية الحركية فى فهم القرآن وتدبره وتفسيره والحركة به.
«إن المسألة- فى إدراك مدلولات هذا القرآن وإيحاءاته- ليس هى فى فهم ألفاظه وعباراته، ليست هى «تفسير القرآن- كما اعتدنا أن نقول! - المسألة ليست هذه .. إنما هى استعداد النفس برصيد من المشاعر والمدركات والتجارب: تشابه المشاعر والمدركات والتجارب التى صاحبت نزوله، وصاحبت حياة الجماعة المسلمة وهى تتلقاه فى خضم المعترك ..
معترك الجهاد، جهاد النفس وجهاد الناس .. جهاد الشهوات وجهاد الأعداء .. والبذل والتضحية، والخوف والرجاء، والضعف والقوة، والعثرة والنهوض .. جو مكة، والدعوة الناشئة، والقلة والضعف، والغربة بين الناس .. جو الشّعب والحصار، والجوع والخوف، والاضطهاد والمطاردة، والانقطاع إلّا عن الله .. ثم جو المدينة: جو النشأة الأولى للمجتمع المسلم بين الكيد والنفاق والتنظيم والكفاح .. جو «بدر» و «أحد» و «الخندق» و «الحديبية» .. وجو «الفتح» و «حنين» و «تبوك» وجو نشأة الأمة المسلمة، نشأة نظامها الاجتماعى، والاحتكاك الحى بين المشاعر والمصالح والمبادئ فى ثنايا النشأة وفى خلال التنظيم.
.. فى هذا الجو الذى تنزلت فيه آيات القرآن حية نابضة واقعية ..
كان للكلمات وللعبارات دلالالتها وإيحاءاتها .. وفى مثل هذا الجو الذى يصاحب محاولة استئناف الحياة الإسلامية من جديد، يفتح القرآن كنوزه للقلوب، ويمنح أسراره، ويشيع عطره، ويكون فيه هدى ونور .. ».