[- ٦ - تنزيه القرآن عن الإسرائيليات وعدم تبيين المبهمات]
حديث القرآن الكريم عن السابقين وإيراده لقصصهم وأخبارهم، لم يكن يتبع المنهج التفصيلى التحليلى، فلم يتوسع فى الحديث عن زمان أو مكان أو أبطال أو تفصيلات القصة، ولم يتحدث عن كل حادثة أو جزئية أو فرعية فيها، ولم يستطرد إلى تكميلات وتحليلات وتفصيلات فى أحداثها وحركات أبطالها وخلفيات مشاهدها .. لم يفعل القرآن شيئا من هذا لأنه لم يستهدف من قصصه هذه التفصيلات والتحليلات، إنما هدف إلى عرض الحقائق وتقرير القيم والتصورات، واستخلاص العبر والدروس، والتوجيه إلى الدلالات، والانتفاع بما فيها من توجيهات .. وهذا متحقق فى المقدار الذى عرضه القرآن، بالكيفية التى عرضه بها ..
وكان الأولى بالناظرين فى القرآن والدارسين له- الذين اتجهوا إلى الإسرائيليات والأساطير- أن يقفوا عند العرض القرآنى لقصص السابقين وأن يستفيدوا من منهجه وطريقته فى النظر فيها وتحليلها، وأن يقبلوا على استخلاص التوجيهات والدروس فيها، وأن لا يجاوزوا القرآن إلى مصادر بشرية عاجزة جاهلة، يطلبون منها تفصيل ما أجمل القرآن، أو تبيين ما أبهم فيه، أو الحديث عما أغفل!!.