للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ٢٤ - تجاوز الخلافات بين المفسّرين والعودة إلى معين القرآن

على القارئ أن لا يكون أسيرا لعصر خاص من عصور المسلمين، ولفهمه لآيات القرآن، ولا أسيرا لفرقة خاصة من فرق المسلمين فى فهمها للقرآن، ولا أسيرا لمذهب خاص من مذاهب المسلمين فى فهمه للقرآن، ولا أسيرا لمفسر خاص من المفسرين فى تفسيره للقرآن.

إن المفسرين السابقين بذلوا جهدهم فى تفسير القرآن، ومحاولة بيان مراد الله سبحانه من كلامه، وتفاوتت المعانى التى سجلوها، والإضافات التى قدموها، ونحن نشيد بهم ونترحم عليهم وندعو لهم ونقدرهم ونبجلهم .. لكن هذا شيء، وأن نبقى حتى فى أخطائهم فى تفسير القرآن- وكل المسلمين معرضون للخطأ باستثناء الرسول صلّى الله عليه وسلّم- شيء آخر.

لا يجوز أن نتابعهم فى أخطائهم، ولا فى خلافاتهم التى لا ضرورة لها فى غالب الأحيان ولا داعى لورودها، ولا ثمرة علمية نافعة منها، لا يجوز أن نتابعهم فى نقاشاتهم العديدة، ولا فى استدلالاتهم الكثيرة، ولا فى استنباطاتهم وترجيحاتهم وردودهم، ولا فى مجادلاتهم العقيمة. بل نقدم على تفاسيرهم ونتخير منها ما يصلح لنا ويناسبنا، ونأخذ منها ما يتفق مع النص القرآنى، وما يوحى به ويدل عليه، وما فيه من معنى مقبول، وإضافة

<<  <   >  >>