قصر بعض الدارسين للقرآن والناظرين فيه التفسير فى زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام على مجال واحد من مجالاته وهو المجال النظرى، فصاروا يبحثون فى كتب الحديث وكتب التفسير بالمأثور، عن الروايات والأحاديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام والمتعلقة ببيان معنى كلمة قرآنية أو توضيح حكم قرآنى، واكتفوا بها فقط كنماذج لتفسير رسول الله عليه الصلاة والسلام .. ثم توجهوا إلى أقوال الصحابة فى تفسير القرآن، وقصروها على بيان الصحابى لمعنى كلمة غريبة أو سبب نزول أو توضيح حكم أو تحديد ناسخ ومنسوخ أو غير ذلك .. وإذا نظرنا فى الحصيلة التى خرجوا بها من جمعهم لهذه الروايات والآثار فإنها ستكون قليلة وبخاصة إذا اعتمدنا ما صح سنده منها .. وهذه الروايات نجدها فى كتب الصحاح والسنن، وفى كتب التفسير بالمأثور وفى مقدمتها جامع البيان للطبرى، وتفسير القرآن العظيم لا بن كثير، والدر المنثور فى التفسير بالمأثور للسيوطى ..
إن التفسير فى عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والصحابة الكرام ليس مقصورا على الجانب النظرى، لأنهم هم لم يقصروه عليه، وكم نخسر لو قصرناه عليه ..
لقد كانوا أبصر بالقرآن منا، وأكثر إدراكا لأغراضه منا، وأشد تعلقا وارتباطا