القرآن كتاب شامل، ومنهاج حياة متكامل، وله مهمة واقعية مطردة، وطبيعة حركية حية، ورسالة حضارية عاملة، ووجود وتأثير مستمرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
وعلى القارئ الذي يريد أن يحسن التعامل مع القرآن، والتلقى عنه، والتأثر به، أن يحسن نظرته له أولا، فإن الزاوية التى ينظر منها، والمنظار الذى ينظر من خلاله، والصورة التى يرسمها له، والمهمة التى يتوقعها له، إن لهذه الأمور كلها ارتباطا مباشرا فى كيفية التعامل مع القرآن ..
بعض الناظرين إلى القرآن والمتعاملين معه والقارئين له ينظر له نظرات جزئية فرعية هامشية ثانوية .. فهو كتاب للشفاء والتعاويذ والرقى عند بعضهم، وهو كتاب شامل للعلوم والمعارف والثقافات عند آخرين، وهو كتاب تضمن أرقى أساليب البيان والبلاغة والفن عند فريق ثالث، وهو كتاب حوى من أخبار الماضين وقصص السابقين وأحوال العالمين، وهو كتاب للفقه والأحكام، واللغة والآداب، والفكر والخيال .. وهو كتاب مبارك للبركة والتيمن، وبعد هذا كله مجال للأجر والثواب، حيث لقارئه عشر حسنات بكل حرف من حروفه .. إلخ.