الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (٢)[الجن: ١ - ٢] من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم».
وقد ضعف العلماء هذا الحديث لأن فى سنده مجهول، والحارث الأعور ضعيف، وقال الترمذى: هذا حديث لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وإسناده مجهول، وفى الحارث مقال .. ».
ويبدو أنه من كلام أمير المؤمنين على بن أبى طالب، ولذلك أوردناه هنا .. علما بأنه أورد طائفة من سمات القرآن وأوصافه، ذات دلالة صادقة عليه، ويمكن أن يلاحظ البعد الواقعى لهذه الصفات والسمات (جامع الأصول لابن الأثير ٨: ٤٦١ - ٤٦٢) وقد قال عنه الإمام المحدث ابن كثير فى فضائل القرآن: «والحديث مشهور من رواية الحارث الأعور، وقد تكلموا فيه، بل قد كذبه بعضهم من جهة رأيه واعتقاده .. وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه، وقد وهم بعضهم فى رفعه، وهو كلام حسن صحيح .. »[فضائل القرآن: ٥].
٢ - قال عبد الله بن عباس رضى الله عنهما:«جمع الله فى هذا الكتاب علم الأولين والآخرين، وعلم ما كان وعلم ما يكون، والعلم بالخالق جل جلاله، وأمره وخلقه .. »[جامع الأصول: ٨/ ٤٦٤ - ٤٦٥].
٣ - روى عامر بن واثلة رحمه الله أن نافع بن عبد الحارث لقى عمر بعسفان- وكان عمر استعمله على أهل مكة- فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ قال: ابن أبزى .. قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا! قال فاستخلفت عليهم مولى! قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إنّ نبيكم صلّى الله عليه وسلّم قد
قال:«إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين .. »[جامع الأصول: ٨/ ٥٠٧].