للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبين الآيات، ولا يتوقف فهم الآيات وتدبرها عليها، فلا يقبل ذلك ولا يقبل عليه، وليقصر نفسه وفكره على العودة إلى جو النص القرآنى، وليكن يقظا ومنتبها لهذا أثناء التلاوة ..

إن البقاء فى جو النص القرآنى، والمحافظة عليه، هو مفتاح لا بدّ منه لفتح كنوز القرآن، وحسن التعامل معه والتلقى عنه والاستجابة له .. ولا أدرى كيف يجيز قارئ أو كاتب أو ناظر فى القرآن لنفسه وفكره أن يخرج من صحبة القرآن الحبيب، ويغادر ظلاله وأنواره وأفياءه، وجوه وعطره وحكمته، إلى تحقيقات واستطرادات

وشواغل ومشكلات أتى بها البشر وأشغلوا أنفسهم- والناس معهم- بها ..

إن النص القرآنى يطلق شحنات كامنة من معانيه، ويفيض فيوضات دافقة من أنواره، ولكنها لا يقتنصها ويدركها ويتعرض لها إلّا من كان يقظا لها، متفاعلا معها، حاضرا بكل كيانه لحظتها.

ليحاول القارئ- من باب التمثيل لهذا المفتاح- أن يتلو بكل كيانه هذه النصوص، وأن يعيش فى جوها وأن يحافظ على ذلك، ثم لينظر الرصيد الضخم الذى أضافه إلى حياته فى ظلال القرآن، والكنز الثمين الذى خرج به من هذه القاعدة، والثمار اليانعة التى جناها من هذه الصحبة الواعية ..

ليعش طويلا مع قوله تعالى: لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٢٣) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (١٢٤) [النساء: ١٢٣ - ١٢٤]، والنقير هو النقرة فى ظهر نواة التمر، وهذه هى أخوف آية فى كتاب الله!!

<<  <   >  >>