وعلى هدى هذا المفتاح فى التعامل مع القرآن، وبخاصة حديثه عن قصص السابقين، فإننا ندعو قارئ القرآن أن يتجاوز كل الإسرائيليات والخرافات والأساطير التى وردت عنها، والتى ملأ بها مفسرون ودارسون كتاباتهم، فحجبوا بذلك كثيرا من أنوار القرآن فى أكوام من ذلك الركام.
لا بدّ للقارئ أن ينزه القرآن عن الإسرائيليات كلها، وأن لا يجاوز نصوص القرآن وما صح من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام فى ذلك، وأن لا يقبل أى قول آخر بعد ذلك مهما كان قائله، إذا لم يبين دليله الذى استدل به ومصدره الذى أخذ عنه ..
إذا فعل القارئ ذلك فكم سيسقط ويلغى صفحات من تفاسير سابقة؟ ويلغى كتبا وحكايات أسطورية؟ ويكون فى منأى ومأمن عن أن يخبط فى تيه الخرافات، لأنه مهتد بأنوار القرآن ..
لا أجد ما يدعونى إلى التمثيل بنماذج للإسرائيليات فى قصص القرآن، لأنها ما تركت منها واحدة، وأى قارئ فى التفاسير السابقة سيقف على ركام ثقيل منها. سيجد هذا إذا قرأ عن بقرة بنى إسرائيل فى البقرة، وعن ولادة عيسى عليه السلام فى آل عمران، وعن رفعه فى سورة النساء، وعن مائدة النصارى فى المائدة، وعن إبراهيم عليه السلام مع قومه فى الأنعام، وعن موسى عليه السلام مع فرعون ومع بنى إسرائيل فى الأعراف .. وغير ذلك.
ومما هو مرتبط بهذه القاعدة موقف القارئ من مبهمات القرآن، وهى ما أبهمه القرآن من أسماء الأشخاص والأماكن فى قصص السابقين.
وهى التى يستحيل علينا أن نبينها، وأن نحدد تلك الأسماء لأننا لم نشهدها، ولأن الروايات عن أهل الكتاب فيها مطعون فيها، ومردودة علميا، لتطرق التحريف