ولعل أهم ما شغل فكره وظهر فى نتاجه الكبير قضية الروحية والمادية والدفاع عن الروحية تجاه المادية، واقامة الادلة على الروح، وما إلى ذلك مما هو نابض فى كل مؤلف من مؤلفاته.
ولقد استطاع تطويع اللغة العربية للتعبير عن النواحى الفلسفية والافكار العلمية بأسلوب بارع رشيق، حتى لقد صاغ بعض أفكاره ومناقشاته فى صورة مقامات كمعلقات بديع الزمان الهمذانى ومقامات أبى القاسم الحريرى وغيرهم، وقد جمعت تلك المقامات فى كتاب باسم الوجديات، وقال فى مقدمته بعد أن ذكر بعض من كتب بهذا الاسلوب من الادباء والعلماء فرأينا أن نحتذى مسالكهم ونترسم خطواتهم بوضع مقامات أدبية ترمى لاغراض تعليمية وزدنا على متقدمينا بأن جعلنا الصفة الفلسفية فيها تغلب على سواها حرصا منا على الغرض الرئيسى الذى حدانا لنشرها.
ويبين غرضه من تأليفها فيقول:
تصوير مثل عليا للحياة الفاضلة، وامداد النفوس بالقوى الادبية الضرورية لها.
وقد أثمر كفاحه العلمى الطويل عدة مؤلفات قيمة من ابرزها:
١ - دائرة معارف القرن العشرين فى عشرين مجلدا، وأتمها فيما يقرب من ثلاث سنين وهو عمل تنوء به طائفة كثيرة من العلماء، ولكنه يدل على هذه العزيمة القوية
النادرة التى تحلي بها وجدى وعلى ما تحلى به أيضا من تنظيم دقيق لوقته وعلى ما تحلى به من ذاكرة واعية لما يقرأ ومن حسن تصرف فيما يقرأ وقدرة على الانتفاع به إلى أكبر مدى من الانتفاع.
٢ - السيرة المحمدية تحت ضوء العلم والفلسفة وهو كتاب جميل حاول به فريد وجدى أن يقرب حقائق السيرة إلى اذهان شبابنا وأن يحببهم فيها ليتخذوها مثلا أعلى يحتذونه وهذا هدف شريف، ولقد قام به فى أسلوب رصين، وفى دراسة تتسم بروح العصر وبأسلوبه.