«وبعد فهذا هو القرآن الكريم بل هذا هو الهدى والنور، كتاب شرحه بلغة سهلة واضحة لا تعمق فيها ولا ابعاد، خالية من المصطلحات العلمية الفنية تفسر للشعب كل ما فيه من صوغ المعنى الاجمالى للآية، بلغة العصر مع البعد عن الحشو والتطويل والخرافات الإسرائيلية والاعتدال فى الرأى، فلم يهدم كل قديم، ولم يرفع كل جديد، وان يكن لكل فارس كبوة.
ولا طاقة للناس الآن بالاطالة فيما لا شأن له باصل الغرض من التفسير اذ لهم ان يفهم القرآن اكبر عدد ممكن من المسلمين.
ألم يأن للحق ان يدحض الباطل كما دحضه فى صدر الاسلام، وقد يكون ما تراه من الجمعيات الاسلامية والمؤاخاة الدينية جذوة فيها ضوء يسطع ليبصر من اراد ان يسعد عاجلته وآجلته وفيها نار تحرق هؤلاء الشياطين الذين لم يستمعوا من الله، ولا من الحق فجعلوا من جاههم ونفوذهم حربا على الاسلام ابقاء على زخرف كاذب وفرارا من حقوق اخوانهم فى الدين والانسانية قبلهم.
وها نحن الآن قد عزمنا «والعون من الله وحده» على الكتابة فى التفسير على ان يخرج الجزء الاول ثم الذى يليه وهكذا. فان كان للعمر بقية ومن الله تأييد، ثم هذا العمل الذى نقصد به وجه الله.
ولا انكر انه عمل ضخم ليس لمثلى ان يتعرض له ولكن:-
واكذب النفس اذا حدثتها ... ان صدق النفس يزرى بالامل
وسنظل والحمد لله ندفع بايدينا وبالسنتنا وباقلامنا عن حمى هذا الدين حتى يظهره الله او نهلك دونه، ولن يضيعنا الله.
وصدق الله اذ يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (محمد: ٧)