(٢) ومنها أيضًا كلا ولا، وتستخدمان لنفي الجواب. وتفيد «كلا» منع النفي ردع المخاطب وزجره، تقول لمن يزين لك السوء ويغريك بإتيانه: «كلا» أي لا أجيبك إلى ذلك، فارتدع عن طلبك، وتقول لمن قال لك: أتأكل: لا أريد. وإن حرف جواب بمعنى نعم، قال الشاعر: ويقلن شيبُ قد عَلاَك ... وقد كبرتَ فَقلتُ إنَّه [قاله ابن قيس الرُّقيات، كما نقله شمس الدين النواجي في «الشفاء في بديع الاكتفاء» (٣٤)] (٣) القرآن الكريم، سورة الصافات (٣٧): ١٠٤ (٤) والمعروف أن «أَنَّ» تدخل على الجملة الاسمية، فتنصب المبتدأ وترفع الخبر، والمصدر يؤول منها ومما دخلت عليه، نحو: «عَلِمْتُ مُحَمَّدًا نَاجِحٌ» أي عَلِمْتُ نَجَا مُحَمَّدٍ. ومن الحروف المصدرية أيضًا: «لَوْ» وأكثر ما تقع بعد «وَدَّ ويَوَدُّ» كقوله تعالى: «وَدُّوْا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُوْنَ» [القرآن الكريم، سورة القلم (٦٨): ٩]، و «يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ» [القرآن الكريم، سورة البقرة (٢): ٩٦]، وقد تقع بعد غيرهما كقول قتيلة: مَا كَانَ ضرك لَو مننت فَرُبمَا ... من الْفَتى وَهُوَ المغيظ المحنق [قالته قتيلة بنت النَّضر بن الْحَارِث، كما نقله الجرّاوي في «الحماسة المغربية = مختصر كتاب صفوة الأدب ونخبة ديوان العرب» (١/ ٩٩) (رقم ٤٠)] وكَيْ: مثل: إِرْحَمِ النَّاسَ لَكَيْ تُرْحَمَ. وهمزة التسوية: تحو قوله تعالى: «سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ» [القرآن الكريم، سورة البقرة (٢): ٦] , والتقدير سواء عليهم إنذارك وعدمه، والذي في قوله تعالى: «وَخُضْتُمْ كَالَّذِيْ خَاضُوْا» [القرآن الكريم، سورة التوبة (٩): ٦٩] أي كخوضهم.