للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصفة الجملة تسعة:

١ - المبيَّنة: ما تبين الكلام السابق المجمل، مثل: «اَلْكَلِمَةُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: اِسْمٌ، وَّفِعْلٌ، وَّحَرْفٌ».

٢ - والمعلِّلَة: ما هي علة لما قبلها، مثل: قوله عليه السلام: «لَا تَصُوْمُوْا فِيْ هَذِهِ الْأَيَّامِ, فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَّشُرْبٍ وَّبِعَالٍ» (١).

٣ - والمعترضة (٢): ما وقعت بين الكلامين بلا تعلق بينهما، مثل: «قَالَ أَبُوْ حَنِيْفَةَ - رَحِمَهُ اللهُ -: اَلنِّيَةُ فِي الْوُضُوْءِ لَيْسَتْ بِشَرْطٍ».

٤ - والمستأنفة (٣): ما تُبَيِّنُ سؤال السائل، مثل: «لِمَ رَفَعْتَ زَيْدًا؟ لِأَنَّهُ فَاعِلٌ!».

٥ - والنتيجية: هِيَ ما تتولَّدُ مِنَ الكَلَامِ السَّابِقْ، نحو: «اَلْجَزْمُ مُخْتَصُّ بِالْأَفْعَالِ وَالْخَفْضُ مُخْتَصٌّ بِالْأَسْمَاءِ، فَلَيْسَ بِالْأَفْعَالِ خَفْضٌ وَّلَا فِي الْأَسْمَاءِ جَزْمٌ».

٦ - والابتدائية: ما وقعت في أول الكلام، مثل: «اَلْكَلِمَةُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَضْرُبٍ».

٧ - والمقطوعة: ما وقعت بلا ارتباط شيء تنشأ بالتعداد، مثل: «اَلْبَابُ الثَّانِيْ فِي الْعَوَامِلِ اللَّفْظِيَّةِ الْقِيَاسِيَّةِ».

٨ - والحالية: ما وقعت حالا مثلا: جَاءَنِيْ زَيْدٌ وَأَبُوْهُ رَاكِبٌ.

٩ - والمعطوفة: ما عطفت على سابقة، لها ونظائره كثيرة في العبارات العربيَّة (٣).

تمَّت الجمل.


(١) أخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٢/ ٢٤٥ - ٢٤٦) (رقم: ٤١١١)؛ حيث قال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَيْبَةَ, قَالَ: ثَنَا رَوْحٌ , قَالَ: ثَنَا مُوْسَى بْنُ عُبَيْدَةَ, قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُنْذِرُ, عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدَةَ الزُّرَقِيِّ, عَنْ أُمِّهِ, قَالَتْ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِيْ طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِيْ أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيْقِ, يُنَادِيْ فِي النَّاسِ: «لَا تَصُوْمُوْا فِيْ هَذِهِ الْأَيَّامِ, فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَّشُرْبٍ وَّبِعَالٍ».

(٢) المعترضة: وهي التي تعترض بين شيئين متلازمين لإفادة الكلام تقوية وتسديدًا وتحسينًا كالتي تعترض بين المبتدأ والخبر، والفعل وفاعله، والفعل ومفعوله، والحال وصاحبها، والشرط والجواب، والصفة والموصوف، وحرف الجر ومتعلقة، والقسم وجوابه، مثل:
وَقد أدركَتنى والحوادث جمَّة ... أسِنَّة قوم لَا ضِعافٌ وَلَا عُزْل
[نقله ابن عبد ربه الأندلسي في «العقد الفريد» (٦/ ٤٦)]

(٢) المستأنفة: هي التي تقع في أثناء الكلام، منقطعة عما قبلها لاستئناف كلام جديد، كقوله تعالى: «خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُوْنَ» [القرآن الكريم، سورة النحل (١٦): ٣]، فجملة «تَعَالَى» استئنافية.
(٣) واعلم أن الجملة إن صح تأويلها بمفرد كان لها محل من الإعراب، وإن لم يصح تأويلها بمفرد لم يكن لها محل من الإعراب، مثل: خَالِدٌ يَعْمَلُ الْخَيْرَ؛ تأويلها: خَالِدٌ عَامِلٌ لِّلْخَيْرِ. هذا والجمل التي لها محل من الإعراب سبع هي: الواقعة خبرًا لمبتدًأ أو لكان أو إحدى أخواتها أو لإن أو إحدى أخواتها، فمحلها الرفع أو النصب، نحو: العلم يرفع قدر صاحبه، أصبح العلم يرفع قدر صاحبه، إن العلم يرفع قدر صاحبه.
الواقعة حالًا ومحلها النصب، مثل: «وَجَاءُوْا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ» [القرآن الكريم، سورة يوسف (١٢): ١٦] الواقعة مفعولًا به ومحلها النصب: «قَالَ: إِنِّيْ عَبْدُ اللهِ» الواقعة مضافًا إليها ومحلها الجر، مثل: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم. الواقعة جوابًا لشرط جازم مقترنة بالفاء أو بإذا الفجائية ومحلها الجزم، نحو: «وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ» [القرآن الكريم، سورة الرعد (١٣): ٣٣] الواقعة صفة ومحلها بحسب الموصوف، نحو: لا تحترم رجلًا يخون بلاده جملة يخون في محل نصب صفة, التابعة لجملة لها محل من الإعراب، ومحلها بحسب المتبوع، نحو: على يقرأ ويكتب، كانت الشمس.
تبدو وتختفي.
والجمل التي لا محل لها من الإعراب تسع، هي:

الإبتدائية: الواقعة في مفتتح الكلام، نحو: «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ» [القرآن الكريم، سورة الكوثر (١٠٨): ١]، والإستئنافية، والإعتراضية، وصلة الموصول الإسمي والحرفي، مثل: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى» [القرآن الكريم، سورة الأعلى (٧٨): ١٤]، نخشى أن تصيبنا دائرة، والتفسيرية، والواقعة جوابًا للقسم، مثل: «وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ» [القرآن الكريم، سورة الأنبياء (٢١): ٥٧]، والواقعة جوبًا لشرط غير جازم، كاذا، ولو، والتابعة لجملة لا محل لها من الإعراب، نحو: «إذا نهضت الأمة بلغت من المجد غاية، وأدركت من السؤدد النهاية».

<<  <   >  >>