ومن تناقضات التوراة ترددها في وصف الله بالقدرة التامة تارة، وبالعجز تارة أخرى، فقد وصفه سفر طوبيا بوصف حق حين قال:"لا إله قادر على كل شيء سواه"(طوبيا ١٣/ ٤)، ومثله في (أيوب ٤٢/ ٢).
وهذا المعتقد الصحيح تنقضه التوراة في مواطن كثيرة، نسبت إلى الله العجز كما مرّ معنا في غلبة يعقوب عليه في المصارعة (انظر: التكوين ٣٢/ ٢٤ - ٣٢)، كما عجز عن طرد الكنعانيين الذين كانوا يمتلكون مركبات حديدية، إذ تقول الأسفار:"وكان الرب مع يهوذا، فملك الجبل، ولم يطرد سكان الوادي، لأن لهم مركبات من حديد "(القضاة ١/ ١٩).
وتتحدث التوراة عن رحمة الله وحلمه، فتقول:" الرب حنان رحوم بطيء عن الغضب، وعظيم النعمة "(المزمور ١٤٥/ ٨)، ثم تنقضه حين تذكر ما حصل مع أهل بيت شمس الذين رأوا التابوت فقتلهم جميعاً، وكانوا أكثر من خمسين ألف رجل "وضرب الرب من أهل بيت شمس، لأنهم رأوا تابوت الرب، وضرب من الشعب سبعين رجلاً وخمسين ألف رجل"(صموئيل (١) ٦/ ١٩) فهل يستحق هذا الفعل هذه العقوبة؟ والله حنان رحوم بطيء الغضب!
وأيضاً تصف التوراة بصر الله ومعرفته بما يصنعه عباده، فتقول:" عينا الرب محيطتان بكل الأرض"(الأيام (٢) ١٦/ ٩)، وتؤكده في سفر الأمثال " عينا الرب في كل مكان يترقبان الصالحين والطالحين "(الأمثال ١٥/ ٣)، وتقول:"الرب إله عليم"(صموئيل (١) ٢/ ٣).
ولكن في سفر التكوين تنقضه، فتجعله جاهلاً ببعض صنائع عباده، إذ لما اختبأ آدم في الجنة بحث عنه الإله " فدعا الربُ الإلهُ آدمَ وقال له: أين أنت؟ "(التكوين ٣/ ٩)، ثم لم يعرف أن آدم أكل من الشجرة وصار عارفاً للخير من الشر، وأنه قد