عن شاول الملك الكبير، وكيفية اختياره، ورفضه لتزويج ابنته ميكال لداود إبان ملكه [شاول]، ثم تزوج داود بها عقب توليه الملك.
فذلك كله وغيره مؤذن بوجود غلط في هذا النص.
ولتفادي ذكر هذا الغلط عمدت بعض الترجمات الحديثة إلى ترك مكان السن فارغاً، وهو ما صنعه محققو الرهبانية اليسوعية، ففيها:"وكان شاول ابن .. حين صار ملكاً، وملك .. سنة على إسرائيل".
وأشاروا في الهامش إلى مصدر هذا الغلط، فقالوا عما ورد في النص العبري:" وهذا أمر غير معقول، لربما لم يعرفوا عمر شاول عند ارتقائه العرش، أو لربما سقط العمر عن النص، أو لربما قصرت مدة ملكه إلى سنتين لعبرة لاهوتية ".
ولنا أن نتساءل هل كان كتبة الأسفار الملهمون يكتبون وفق معارفهم، أم كانوا يكتبون ما يمليه عليهم الروح القدس؟.
وفي محاولة أخرى لتبرير هذا الغلط يقول مطران دمشق سمعان الحصروني في كتابه " تسهيل صعوبات الكتاب المقدس ": " هذا القول لا يعني على أن شاول كان ابن سنة بالعمر، بل إنه حين ملك كان باراً وديعاً صالحاً لا يعرف الغش، مثل طفل ابن سنة، ولما ملك سنتين على إسرائيل دخل الغش في قلبه، وصار كبيراً مثل شيخ عارف، وقال: إنه ملك سنتين لا غير، أعني ما استقام على البرارة وعدم المخالفة والقسط إلا سنتين فقط، ودخل في الإثم والغش وقلة رضا الله". (١)
ولا يخفى ضعف هذا التبرير على القارئ الحصيف، إذ هو إحدى البهلوانيات التي يركبها أولئك الذين أضناهم ترقيع الطوام التي وجدوها في كتابهم.
(١) انظر: الكتاب المقدس في الميزان، عبد السلام محمد، ص (١٢٤ - ١٢٥).