اليسوعيون لهذا الخطأ، فأصلحوه في نسختهم الرهبانية اليسوعية، فقالوا:"وكان يوناثان بن جرشوم بن موسى ... ".
- ومن أغلاط النساخ قول كاتب سفر القضاة " كوشان رشعتايم ملك أرام النهرين"(القضاة ٣/ ٨)، فالملك كوشان لم يكن ملكاً على أرام النهرين الواقعة في سوريا والعراق، بل كان ملكاً على مملكة أدوم الواقعة في الأردن جنوب البحر الميت. (١)
وقد تنبه محققو الرهبانية اليسوعية للخطأ، فصححوه "كوشان رشعتايم ملك أدوم"، وكتبوا في الحاشية:"في النص العبري "ملك أرام النهرين"، والراجح أنه قد وقع التباس بين أرام وأدوم".
وهذا اللبس بين أدوم وأرام تكرر في مواضع أخرى (انظر: الملوك (٢) ٣/ ٢٦، الملوك (٢) ١٦/ ٦، الأيام (٢) ٢٠/ ٢)، وقد تنبه الآباء اليسوعيون في نسخة الرهبانية اليسوعية إلى الخلل في هذه المواضع، فأصلحوه، وكذا صنع محققو الترجمة العربية المشتركة، بينما بقي المؤمنون باستحالة وجود خطأ في الكتاب يقرؤون نسخاً أخرى من الكتاب من غير أن يتنبهوا إلى القراءات الخاطئة التي وقع فيها نساخ مخطوطات الكتاب المقدس، الذين كثيراً ما أخطؤوا بقراءة بعض الحروف، لتختلف المعاني، ويضيع على المؤمنين بها الصحيح.
- وليس من كبير عجب أن تخلط النسخ بين أرام وأدوم، لكن العجب ان يكون
(١) للتفريق بين أدوم وأرام نرجع لقاموس الكتاب المقدس، فإقليم أدوم يقع حالياً في الأردن، لأنه "يمتد مسافة مائة ميل بين البحر الميت وخليج العقبة، على جانبي غور العربة .. وكانت سالع عاصمة أدوم قديماً، ثم تغير اسمها فيما بعد إلى البتراء .. "، وأما أرض أرام فتقع فيما يسمى اليوم سوريا، وكانت "تمتد من جبال لبنان في الغرب إلى ما وراء الفرات في الشرق، ومن جبال طوروس في الشمال إلى دمشق وما وراءها في الجنوب" انظر قاموس الكتاب المقدس، ص (٣٩، ٤٢).