للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويصدقون بأن في الدنيا سحرة، وأن الساحر كافر، وأن السحر كائن موجود في الدنيا (١) .

ويرون الصلاة على كل من مات من أهل القبلة مؤمنهم وفاجرهم (٢) .

و [يقرون] (٣) أن الأرزاق من قبل الله تعالى يرزقها عباده حلالًا كانت أو حرامًا، وأن الشيطان يوسوس للإنسان ويشككه ويخبطه.

وأن الصالحين يجوز أن يخصهم الله تعالى بآيات تظهر عليهم.

وأن الأطفال أمرهم إلى الله (٤) .

إن شاء عذبهم، وإن شاء فعل بهم ما أراد، والله أعلم بما كانوا عاملين.


(١) مذهب أهل السنّة والجماعة إثبات السحر وأن له حقيقة كغيره من الأشياء الثابتة خلافا لمن أنكر ذلك. وقد ذُكِر السحر في القرآن الكريم وأنه مما يكفر به وأنه يفرق بين المرء وزوجه، وأمر الله بالاستعاذة منه كما في قوله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق ١- ٥] . انظر شرح صحيح مسلم (١٤ / ١٧٤) وشرح الطحاوية (ص ٥٦٩) .
(٢) انظر التعليق السابق رقم (١) بحاشية ص ١٣٨.
(٣) في الأصل: (يقرؤن) .
(٤) قلت: أما أطفال المسلمين فأجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات منهم فهو في الجنة كما حكاه النووي "شرح صحيح مسلم " (١٦ / ٢٠٧) .
وأما أطفال المشركين فذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" فيهم عشرة أقوال (٣ / ٢٤٦-٢٤٧) والمختار الذي ذهب إليه المحققون كما قال النووي "شرح صحيح مسلم" (١٦ / ٢٠٨) أنهم في الجنة ويدل على هذا ما رواه البخاري عن سمرة بن جندب رضي الله عنه (١٢ / ٤٣٨- ٤٣٩ فتح الباري) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني مما يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم من رؤيا إلى أن قال وأما الولدان الذين حوله فكل مولود على الفطرة قال فقال بعض المسلمين يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاد المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاد المشركين". وروى أحمد (٥ / ٥٨) وأبو داود (٢٥٢١) عن حسناء بنت معاوية بن صريم عن عمتها قالت: قلت يا رسول الله من في الجنة؟ قال: النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة" قلت: حسناء مقبولة كما في "التقريب " ومع هذا فقد حسن إسناده الحافظ في "الفتح" (٣ / ٢٤٦) وانظر أيضًا لأحاديث الباب ولهذه المسألة "السنة" لابن أبي عاصم (٢٠٧- ٢١٤) و"شرح السنة " للبغوي (٨٣- ٨٦) و"طريق الهجرتين " لابن القيم (ص ٣٨٨-٣٩٧) بل الذي ذهب إليه المحققون كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيّم، بأن الله أعلم بما كانوا عاملين لحديث أبي هريرة صلى الله عليه وسلم في الصحيحين كل مولود يولد على الفطرة. . إلى أن قال من آخر الحديث: وأولاد المشركين فقال صلى الله عليه وسلم: "والله أعلم بما كانوا عاملين ". وأما ما ذكر المحقق من حديث سمرة، فمحمول على من علم الله أنهم يعملون بعمل المسلمين.

<<  <   >  >>