للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن تعطيه؟ " قلت: أردت أن أعطيه تمرًا، فقال: "أما إن لم تفعلي كُتبت عليك كذبة". وفي إسناده من لا يُعرف.

وذكر الزهريُّ عن أبي هُريرة، قال: من قال لِصبيٍّ: تَعالَ هاك تمرًا، ثم لا يُعطيه شيئًا فهي كذبة (١).

وقد اختلف العلماء في وجوب الوفاء بالوعدِ، فمنهم من أوجبه مطلقًا، وذكر البخاري في "صحيحه" (٢) أن ابن أشوع قضى بالوعد، وهو قولُ طائفة من أهل


(١) رواه أحمد ٢/ ٤٥٢ من طريق الزهري عن أبي هريرة مرفوعًا. وهذا منقطع، الزهري لم يسمع من أبي هريرة.
(٢) في الشهادات: باب من أمر بإنجاز الوعد، ونصه: وقضى ابن الأشوع بالوعد، وذكر ذلك عن سمرة بن جندب، وقال المسور بن مخرمة: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - -وذكر صهرًا له- فقال: وعدني فوفى لي، قال أبو عبد الله (يعني البخاري): رأيت إسحاق بن إبراهيم يحتج بحديث ابن أشوع.
قلت: رواه محمد بن خلف وكيع في كتاب "الغرر من الأخبار" له كما في "تغليق التعليق" ٣/ ٣٩٤، قال: حدثنا محمد بن عبيد، عن أبيه أن ابن أشوع قضى له بعدةٍ. قال الحافظ: وقد وقع بيان روايته كذلك عن سمرة بن جندب في تفسير إسحاق بن راهويه.
وابن الأشوع هذا: هو سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني الكوفي، ولي قضاء الكوفة في زمن إمارة خالد بن عبد الله القسري على العراق. روى له البخاري ومسلم والترمذي، قال ابن سعد في "الطبقات" ٦/ ٣٢٧: توفي في ولاية خالد بن عبد الله، وأرخ وفاته ابن قانع سنة ١٢٠ هـ.
قلت: وقول المسور بن مخرمة، وصله البخاري في "صحيحه" (٣١١٠) في فرض الخمس: باب ما ذكر من درع النبي - صلى الله عليه وسلم - … وإسحاق بن إبراهيم، هو ابن راهويه، وقوله: يحتج بحديث ابن أشوع، أي: هذا الذي ذكره عن سمرة بن جندب، والمراد أنه كان يحتج به في القول بوجوب إنجاز الوعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>