للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي "سنن أبي داود" (١) عن عوف بن مالك أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قضى بين رجلين، فقال المقضي عليه لمَّا أدبر: حسبُنا الله ونِعم الوكيل، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يلومُ على العجز، ولكن عليك بالكيسِ، فإذا غلبك أمرٌ، فقل: حسبي الله ونعم الوكيل".

وخرَّج الترمذي (٢) من حديث أنس، قال: قال رجل: يا رسول الله، أعقلها وأتوكَّل، أو أُطلقها وأتوكَّل؟ قال: "اعقلها وتوكَّل". وذكر عن يحيى القطان أنه قال: هو عندي حديث منكر، وخرَّجه الطبراني من حديث عمرو بن أمية، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (٣).

وروى الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن التوكلَ بَعدَ الكَيْسِ" وهذا مرسل (٤)، ومعناه أن الإِنسان يأخذ بالكَيْس، والسعي في الأسباب المباحة، ويتوكَّلُ على الله بعد سعيه، وهذا كله إشارة إلى أن التوكل لا يُنافي الإِتيان بالأسباب بل قد يكون جمعهما أفضلَ. قال معاوية بن قرة: لقي عمرُ بنُ الخطَّاب ناسًا من أهل اليمن، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكِّلون، قال: بل أنتم المتأكلون، إنما المتوكل الذي يُلقي حبَّه في الأرض، ويتوكَّل على الله عز وجل (٥).

قال الخلال: أخبرنا محمد بن أحمد بن منصور قال: سأل المازني بشرَ بنَ


(١) رقم (٣٦٢٧)، وإسناده ضعيف.
(٢) برقم (٢٥١٧) وقال: هذا حديث غريب، قلت: في سنده المغيرة بن أبي قرة السدوسي، وهو ضعيف، لكن يتقوى بحديث عمرو بن أمية الآتي.
(٣) رواه الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" ١٠/ ٣٠٣، ورواه أيضًا القضاعي (٦٣٣)، وصححه ابن حبان (٧٣١)، والحاكم ٣/ ٦٢٣، وقال الذهبي: سنده جيد.
(٤) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٢٤٣٥).
(٥) رواه ابن أبي الدنيا في "التوكل" (١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>