والصحيح الأول: أنهم قوم ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان، ولم يحصل لهم بعدُ، فأُدِّبُوا وأُعلموا أن ذلك لم يصلوا إليه بعدُ، ولو كانوا منافقين لعُنِّفوا وفُضِحوا، كما ذُكر المنافقون في سورة براءة، وإنَّما قيل لهؤلاء تأديبًا: {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}، أي: لم تصلوا إلى حقيقة الإيمان بعد. ثمّ قال: {وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ}، أي: لا ينقُصُكم من أجوركم {شَيْئًا}، كقوله: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، أي: لمن ثاب إليه وأناب. (١) رواه البخاري (٢٧) و (١٤٧٨)، ومسلم (١٥٠)، وأحمد ١/ ١٦٧ و ١٨٢، وأبو داود (٤٦٨٣)، والنسائي ٨/ ١٠٣ و ١٠٤، وابن حبان (١٦٣)، والحديث بتمامه: قال سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَسْمًا، فقلت: يا رسولَ الله أعطِ فلانًا، فإنه مؤمن. فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أوَ مسلم". أقولها ثلاثًا، ويرددها على ثلاثًا: "أو =