للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} [الأنفال: ٤٥].

وفي "الترمذي" (١) مرفوعًا: "يقول الله عز وجل: إنَّ عبدي كُلَّ عبدي الذي يذكرني وهو مُلاقٍ قِرنَهُ".

وقال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء: ١٠٣] يعني: الصلاة في حال الخوف، ولهذا قال: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [النساء: ١٠٣]، وقال تعالى في ذكر صلاة الجمعة: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: ١٠]، فأمر بالجمع بين الابتغاء من فضله، وكثرة ذكره.

ولهذا ورد فضلُ الذكر في الأسواق ومواطن الغفلة كما في "المسند"، و"الترمذي"، و"سنن ابن ماجه" عن عمرَ مرفوعًا: "مَنْ دخلَ سوقًا يُصاحُ فيها ويُباع، فقال: لا إله إلا وحدَه لا شريك له، له المُلك وله الحمدُ يُحيي ويُميت وهو حيّ لا يموتُ بيده الخير وهُو على كل شيءٍ قدير، كتب الله له ألفَ ألفِ حسنة، ومحا عنه ألفَ ألف سيئة، ورفع له ألف ألفِ درجة" (٢).

وفي حديث آخر: "ذاكِرُ الله في الغافلين كمثلِ المقاتل عن الفارين، وذاكرُ الله في الغافلين كمثل شجرة خضراء في وسط شجر يابس" (٣).


(١) رقم (٣٥٨٠) من حديث عمارة بن زعكرة، وقال: هذا حديث غريب، ليس إسناده بالقوي، ومعنى قوله: "وهو ملاق قرنه" إنما يعني عند القتال، يعني أن يذكر الله في تلك الساعة.
(٢) رواه أحمد ١/ ٤٧، والترمذي (٣٤٢٨) و (٣٤٢٩)، وابن ماجه (٢٢٣٥)، والدارمي (٢/ ٢٩٣)، والبغوي (١٣٣٨)، والطبراني في "الدعاء" (٩٧٢) و (٩٧٣)، وصححه الحاكم ١/ ٥٣٨، ووافقه الذهبي، وبعضهم جعله من حديث ابن عمر.
(٣) حديث ضعيف، رواه ابن عدي في "الكامل" ٥/ ١٧٤٥، وأبو نعيم في "الحلية" =

<<  <  ج: ص:  >  >>