للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"ما مِنْ أمَّتي - أو هذه الأمَّة - عبدٌ يعملُ حسنةً، فيعلم أنها حسنة، وأنَّ الله عزّ وجلّ جازيه بها خيرًا، ولا يعملُ سيِّئةٌ، فيعلم أنَّها سيِّئةٌ، ويستغفرُ الله منها، ويعلمُ أنه لا يغفر إلا هو، إلا وهو مؤمنٌ".

وفي "المُسند" (١) وغيره عن عمرَ بن الخطَّاب، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "مَنْ سرَّته حسنتُه، وساءَتْهُ سيِّئَتُه فهو مؤمنٌ".

وفي "مُسندِ بقي بن مخلدٍ" (٢) عنْ رجلٍ سمع رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "صريحُ الإيمان إذا أسأتَ، أو ظَلَمْتَ أحدًا: عبدَكَ، أو أَمَتَكَ، أو أحدًا مِنَ النَّاسِ، صُمتَ أو تَصدَّقتَ، وإذا أحسنتَ استبشرتَ".

وفي "مُسند الإمام أحمد" (٣) عن أبي سعيدٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "المؤمنونَ في الدُّنيا على ثلاثةِ أجزاء: الَّذين آمنوا باللهِ ورسولهِ، ثم لم يَرتابُوا، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم، والذي يأمنُهُ النَّاسُ على أموالهم وأنفسهم، ثمَّ الَّذي إذا أشرف على طمعٍ، تركه لله عزَّ وجلَّ".


(١) ١/ ١٨ و ٢٦، والترمذي (٢١٦٦)، وقال: حسَن صحيح، وصححه ابن حبان (٤٥٧٦)، والحاكم ١/ ١١٤، ووافقه الذهبي.
(٢) هو الإمام القدوة الحافظ أبو عبد الرحمن الأندلسي القرطبي المتوفى (٢٧٦ هـ) و"مسنده" هذا - فيما قاله ابن حزم - روى فيه عن ألف وثلاث مئة صاحب ونيّف، ورتب حديث كلّ صاحب على أبواب الفقه، فهو مسند ومصنَّف، وما أعلمُ هذه الرتبة لأحد قبله مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث. مترجم له في "السير" ٣/ ٢٨٥ - ٢٩٦.
قلت: وهذا المسند على جلالته يُعد في جملة ما فقد من تراثنا العظيم، والحديث الذي نسبه المؤلف إليه لم نجده عند غيره في المصادر المتيسرة لنا.
(٣) ٣/ ٨، وإسناده ضعيف، فيه رِشدين بن سعد، وهو ضعيف، ودراج أبو السَّمح ضعيف في روايته عن أبي الهيثم.

<<  <  ج: ص:  >  >>