للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

السائلَ جوابُه مثل سؤال السائل؛ هل هو في النار أو في الجنة، وهل أبوه من ينتسب إليه أو غيره، وعلى النهي عن السؤال على وجه التعنت والعبث والاستهزاء، كما كان يفعلُه كثيرُ من المنافقين وغيرهم.

وقريبٌ من ذلك سؤالُ الآيات واقتراحُها على وجه التعنتِ، كلما كان يسأله المشركون وأهل الكتاب، وقد قال عكرمة وغيرُه: إن الآية نزلت في ذلك

ويقرب من ذلك السؤالُ عما أخفاه الله عن عباده، ولم يُطلعهم عليه، كالسؤال عن وقتِ الساعة، وعن الروح.

ودلَّت أيضًا على نص المسلمين عن السؤال عن كثير من الحلالِ والحرام مما يُخشى أن يكون السؤال سببًا لنزول التشديد فيه، كالسُّؤال عَنِ الحجِّ: هل يجب كلَّ عامٍ أم لا؟ وفي "الصحيح" عن سعدٍ، عنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "إن أعظمَ المسلمين في المسلمين. جرمًا مَنْ سأل عن شيءٍ لم يحرَّم، فحُرِّمَ من أجل مسألته" (١).

ولما سُئِلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن اللِّعان كره المسائل وعابها حتى ابتُلى السائلُ عنه قبلَ وقوعه بذلك في أهله (٢)، وكان النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعةِ المال (٣).

ولم يكن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُرخِّصُ في المسائل إلَّا للأعراب ونجحوهم من الوُفود القادمين عليه، يتألَّفهم بذلك، فأمَّا المهاجرون والأنصارَ المقيمون بالمدينة


(١) رواه البخاري (٧٢٨٩) ومسلم (٢٣٥٨) وأبو داود (٤٦١٠) وأحمد ١/ ١٧٦ و ١٧٩، وصححه ابن حبان (١١٠).
(٢) انظر: مسند أحمد ٢/ ١٩ و ٤٢ و"صحيح مسلم" (١٤٩٣) و "سنن الترمذي" (١٢٠٢)، و "صحيح ابن حبان" (٤٢٨٦).
(٣) روى البخاري (١٤٧٧)، ومسلم (٥٩٣) ص ١٣٤١ عن المغيرة بن شعبة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الله كرِهَ لكم ثلاثًا: قِيلَ وقال، وإضاعةَ المالِ، وكثرةَ السُّؤال".

<<  <  ج: ص:  >  >>