للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يديه يومَ بدرٍ يستنصرُ على المشركين حتى سقط رداؤه عن منكبيه (١).

وقد روي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في صفة رفع يديه في الدُّعاء أنواعٌ متعددة، فمنها أنَّه كان يُشير بأصبعه السَّبَّابةِ فقط، وروي عنه أنه كان يفعل ذلك على المنبر (٢)، وفعله لما ركب راحلته (٣).

وذهب جماعة من العلماء إلى أنَّ دعاء القنوت في الصلاة يُشير فيه بأصبعه، منهم الأوزاعي وسعيدُ بن عبد العزيز، وإسحاق بن راهويه. وقال ابن عباسٍ وغيره: هذا هو الإخلاص في الدعاء (٤). وعن ابنُ سيرين: إذا أثنيت على الله، فأَشِرْ بأصبعٍ واحدة.

ومنها: أنه - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه وجعل ظُهورَهما إلى جهةِ القبلة وهو مستقبلها، وجعل بطونهما ممَّا يلي وجهَه. وقد رُويت هذه الصِّفةُ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في دعاء الاستسقاء (٥)، واستحبّ بعضُهمُ الرفعَ في الاستسقاء على هذه الصفة، منهم الجوزجاني.

وقال بعض السلف: الرفع على هذا الوجه تضرُّع.


(١) رواه من حديث عمر مسلم (١٧٦٣) وابن حبان (٤٧٩٣).
(٢) رواه من حديث عمارة بن رويبة أحمد ٤/ ١٣٥، ومسلم (٨٧٤)، والنسائي ٣/ ١٠٨، وأبو داود (١١٠٤)، وصححه ابن حبان (٨٨٢).
(٣) وذلك في خُطبته في حجة الوداع كما رواه مسلم (١٧٦٣) وغيره من حديث جابر الطويل في وصف حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٤) رواه ابن أبي شيبة ١٠/ ٢٨٧ و ٣٨١، وعبد الرزاق (٣٢٤٤)، والبيهقي ٢/ ١٣٣.
(٥) انظر حديث أنس في البخاري (١٠٣١)، ومسلم (٨٩٥).
وحديث عمير مولى آبي اللحم عند أبي داود (١١٦٨)، وأحمد ٥/ ٢٢٣، وصححه الحاكم ١/ ٣٢٧، ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>