للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسنُ: ما زالت التقوى بالمتقين حتَّى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الحرام.

وقال الثوري: إنما سُمُّوا متقينَ، لأنهم اتقوا ما لا يُتقى.

وقال موسى بنُ أَعْيَن: المتقون تنزَّهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا في الحرام، فسماهم الله متقين.

وقد سبق حديثُ "لا يَبلغُ العبدُ أن يكونَ من المتقين حتى يدعَ ما لا بأسَ به حذرًا مما به بأس" (١). وحديث: "من اتقى الشبُهاتِ استبرأ لِدينه وعِرْضه" (٢).

وقال ميمونُ بنُ مِهران: المُتَّقي أشدُّ محاسبةً لنفسه من الشريكِ الشحيحِ لِشريكه.

وقال ابن مسعود في قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: ١٠٢]، قال: أن يُطاع، فلا يُعصى، ويُذكر، فلا ينسى، وأن يُشكر، فلا يُكفر. وخرجه الحاكم مرفوعًا (٣) والموقوف أصحّ، وشكرُه يدخلُ فيه جميعُ فعل الطاعات.


(١) تقدم.
(٢) تقدم.
(٣) كذا قال المؤلف رحمه الله مع أن الذي في "المستدرك" ٥/ ٢٩٤ موقوف، فقد رواه من طريقين عن مسعر، عن زبيد، عن مرة بن شراحيل، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، في قول الله عز وجل: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}. قال: "أنْ يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى".
ورواه الطبراني في "الكبير" (٨٥٠٣) من طريق يوسف بن محمد الفريابي، عن سفيان بهذا الإسناد، وزاد في متنه: "وأنْ يشكر فلا يُكفر".

<<  <  ج: ص:  >  >>