قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٢٤٧): هذا إسناد صحيح إن كان من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني. قلت: ورواه أحمد ٣/ ٤٩٣ عن يزيد بن هارون ومؤمل، كلاهما عن حماد عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي بردة، وعلي بن زيد ضعيف. ورواه محمد بن سعد في "الطبقات" ٣/ ٤٤٥ عن سعيد بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن رافع، عن زيد بن أسلم ومحمد بن مسلمة. وسعيد بن محمد ضعيف وكذا إسماعيل بن رافع. ورواه ابن سعد ٣/ ٤٤٤ عن يزيد بن هارون، أخبرنا هشام بن حسان عن الحسن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أعطى محمد بن مسلمة سيفًا فقال: "قاتل به المشركين ما قوتلوا، فإذا رأيت المسلمين قد أقبلَ بعضُهم على بعض فأْتِ به أُحدًا فاضربْه بهِ حتى تقطعه، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية". قلت: وهذا سند رجاله ثقات إلا أن الحسن لم يسمع من محمد بن مسلمة فهو منقطع. ورواه أحمد ٤/ ٢٢٥ عن زيد بن الحباب، أخبرني سهل بن أبي الصلت: سمعت الحسن يقول: إن عليًا بعث إلى محمد بن مسلمة، فجيء به، فقال: ما خلَّفك عن هذا الأمر؟ قال: دفع إليَّ ابن عمك، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -، سيفًا فقال: "قاتل به ما قوتل العدوُّ، فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضًا، فاعمَدْ بِهِ إلى صخرة فاضربه بها، ثم الزمْ بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو خاطئة" قال: حُلُّوا عنه. قلت: ومحمد بن مسلمة: هو محمد بن مسلمة بن خالد الأنصاري الأوسي الحارثي أبو عبد الرحمن المدني، حليف بني عبد الأشهل. شهد بدرًا وأُحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلَّا تبوكَ، وهو أحد الذين قتلوا كعب بن الأشرف، واستخلفه =