للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك المرأة التي عَمِلَت بالسحر بدُومَة الجندلِ، وقدمت المدينةَ تسألُ عن توبتها، فوجدت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قد توفي، فقال لها أصحابُه: لو كان أبواك حَيَّيْنِ أو أحدهما كانا يكفيانك. خرَّجه الحاكم (١) وقال: فيه إجماعُ الصحابة حِدْثَان وفاةِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أن برَّ الأبوين يكفيانها. وقال مكحول والإمام أحمد: برُّ الوالدين كفارةٌ للكبائر. وروي عن بعض السلف في حمل الجنائز أنه يَحطُّ الكبائر، وروي مرفوعًا من وجوهٍ لا تَصِحُّ (٢).

وقد صحَّ من رواية أبي بُردة أن أبا موسى لما حضرته الوفاةُ قال: يا بَنِيَّ، اذكروا صاحبَ الرَّغيف: كان رجلٌ يتعبَّدُ في صومعةٍ أُراه سبعينَ سنة، فشبَّه الشيطانُ في عينه امرأةً، فكان معها سبعةَ أيامٍ وسبعَ ليال، ثم كُشِفَ عن الرجل غطاؤه، فخرج تائبًا، ثمَّ ذكر أنه باتَ بين مساكين، فتُصُدِّقَ عليهم برغيف


= ابن عباس أنه أتاه رجل فقال: "إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال: لا، قال: تب إلى الله عز وجل وتقرب إليه ما استطعت، فذهبت فسألت ابن عباس: لم سألته عن حياة أمه؟ فقال: إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله عز وجل من برِّ الوالدة".
(١) في "المستدرك" ٤/ ١٥٥ - ١٥٦ وصححه ووافقه الذهبي، وأورده ابن كثير في "تفسيره" ١/ ٢٠٤ من طريق ابن أبي حاتم، وجوَّد إسناده.
(٢) روى الطبراني في "الأوسط" وابن عدي في "الكامل" ٥/ ١٨٤٦، وابن حبان في "المجروحين" ٢/ ١٠٤ من طريق علي بن أبي سارة، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حمل قوائم السرير الأربع إيمانًا واحتسابًا حط الله عنه أربعين كبيرة".
وقال ابن حبان: علي بن أبي سارة يروي عن ثابت البناني ما لا يُشبه حديث ثابت حتى غلب على روايته المناكير التي يرويها عن المشاهير، فاستحق الترك.
وأورده الهيثمي في "المجمع" ٣/ ٢٦ من رواية الطبراني وقال: فيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>