للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

نزع منه الحياء، لم تلقه إلَّا مقيتًا مُمَقَّتًا، فإذا كان مقيتًا ممقتًا، نزع منه الأمانةَ، فلم تلقه إلا خائنًا مخوَّنًا، فإذا كان خائنًا مخونًا، نزع منه الرحمة، فلم تلقه إلا فظًا غليظًا، فإذا كان فظًا غليظًا، نزع رِبْقَ الإِيمان من عنقه، فإذا نزع رِبْقَ الإِيمان من عنقه لم تلقه إلا شيطانًا لعينًا ملعنًا (١).

وعن ابن عباس، قال: الحياءُ والإِيمانُ في قَرَنٍ، فإذا نُزِعَ الحياءُ، تبعه الآخر. خرَّجه كله حميدُ بن زنجويه في كتاب "الأدب" (٢).

وقد جعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الحياءَ مِنَ الإِيمان كما في "الصحيحين" عن ابن عمر أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مرَّ على رجلٍ وهو يُعاتِبُ أخاه في الحياء يقولُ: إنك لتستحيي، كأنَّه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "دَعْهُ، فإنَّ الحياءَ مِنَ الإِيمانِ" (٣).


(١) رواه أبو نعيم في "الحلية" ١/ ٢٠٤.
(٢) ورواه الطبراني في "الأوسط" عن ابن عباس مرفوعًا. قال الهيثمي في "المجمع" ١/ ٩٢: وفيه يوسف بن خالد السمتي، وهو كذاب.
قلت: في الباب ما يُغني عنه، فقد روى الحاكم ١/ ٢٢، وأبو نعيم في "الحلية" ٤/ ٢٩٧ من طريقين عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، حدثنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحياء والإِيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر" وهذا سند صحيح على شرطهما كما قال الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الحافظ العراقي فيما نقله عنه المناوي: حديث صحيح غريب إلا انه اختلف على جرير بن حازم في رفعه ووقفه.
قلت: رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٨/ ٥٢٥ عن أبي أسامة، عن جرير، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر قوله.
وعن أبي موسى الأشعري عند الطبراني في "الصغير" (٦٢٢)، و "الأوسط" ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" ١٠/ ٩٥ عن شيخه عبد الله بن محمد بن عبيدة القومسي، وقال: تفرد به.
(٣) رواه البخاري (٢٤) و (٦١١٨)، ومسلم (٣٦)، ومالك ٢/ ٩٠٥، وأحمد ٢/ ٩، وأبو =

<<  <  ج: ص:  >  >>