للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما الاستغفارُ من الذنوب، فهو طلبُ المغفرة، والعبدُ أحوجُ شيءٍ إليه، لأنه يخطئ بالليل والنهار، وقد تكرَّر في القرآن ذكر التوبة والاستغفارِ، والأمرُ بهما، والحثّ عليهما، وخرَّج الترمذي، وابنُ ماجه من حديث أنسٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "كلُّ بني آدم خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائين التوَّابون" (١).

وخرَّج البخاري من حديث أبي هريرة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "والله إنِّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" وخرَّجه النسائي وابن ماجه، ولفظُهما: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه كلَّ يوم مئة مرة" (٢).

وخرَّج مسلم من حديث الأغرِّ المزني سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "يا أيُّها الناسُ توبوا إلى ربِّكم، فإني أتوبُ إليه في اليوم مئة مرة"، وخرَّجه النسائي، ولفظه: "يا أيُّها الناسُ توبوا إلى ربِّكم واستغفروه، فإنِّي أتوب إلى الله وأستغفره كلَّ يوم مئة مرَّة" (٣).

وخرَّج الإمامُ أحمد من حديث حُذيفة قال: كان في لساني ذَرَبٌ على أهلي لم أَعْدُهُ إلى غيرِه، فذكرتُ ذلك للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أين أنتَ مِنَ الاستغفار يا حُذيفَةُ، إنِّي لأستغفرُ الله كل يوم مئة مرَّة" (٤). ومن حديث أبي موسى عن النبيِّ


(١) رواه الترمذي (٢٤٩٩)، وابن ماجه (٤٢٥١)، وأحمد ٣/ ١٩٨، والحاكم ٤/ ٢٤٤، وابن عدي في "الكامل" ٥/ ١٨٥٠ من طريق علي بن مسعدة عن قتادة، عن أنس، وسنده قابل للتحسين.
(٢) رواه البخاري (٦٣٠٧)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٤٣٤) - (٤٣٧)، وابن ماجه (٣٨١٥)، وأحمد ٢/ ٢٨٢، وصححه ابن حبان (٩٢٥).
(٣) رواه مسلم (٢٧٠٢)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٤٤٤) - (٤٤٧)، وأحمد ٤/ ٢٦٠، والبخاري في "الأدب المفرد" (٦٢١)، وصححه ابن حبان (٩٢٩).
(٤) رواه أحمد ٥/ ٣٩٦، ٣٩٧، وصححه ابن حبان (٩٢٦)، والحاكم ١/ ٥١١ و ٢/ ٤٥٧، مع أن في سنده عبيد الله بن أبي المغيرة وهو مجهول.

<<  <  ج: ص:  >  >>