للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى ابن أبي الدنيا (١) بإسناد فيه ضعف أيضًا عن أنس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يُؤتى بالنعم يومَ القيامة، وبالحسنات والسيئات، فيقول الله لنعمةٍ مِنْ نِعَمِهِ: خذي حقك من حسناته فما تترك له حسنةً إلا ذهبت بها".

وبإسناده عن وهب بن مُنَبِّه قال: عَبَدَ الله عابدٌ خمسين عامًا، فأوحى الله عز وجل إليه: إنِّي قد غفرتُ لك، قال: يا ربِّ، وما تغفر لي ولم أذنبْ؟ فأذِنَ الله عزَّ وجل لِعِرْقٍ في عنقه، فضرب عليه، فلم ينم، ولم يُصلِّ، ثم سكن وقام، فأتاه مَلَك، فشكا إليه ما لقي من ضربان العرق، فقال الملك: إنَّ ربَّك عزَّ وجلَّ يقول: عبادتُك خمسين سنة تعدل سكون ذا العرق (٢).

وخرَّج الحاكم (٣) هذا المعنى مرفوعًا من رواية سليمان بن هرم القرشي عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أن جبريل أخبره أن عابدًا عبد الله على رأس جبل في البحر خمس مئة سنة، ثم سأل ربَّه أن يَقبضَهُ وهو ساجدٌ، قال: فنحن نمُرُّ عليه إذا هبطنا وإذا عرَجنا، ونجد في العَلم أنه يُبعث يَوْمَ


= بأيوب بن عتبة.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٥، وزاد نسبته إلى ابن مردويه وابن عساكر.
(١) في "كتاب الشكر" (٢٤)، وفيه صالح بن موسى، وهو متروك.
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (١٤٨) ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" ٤/ ٦٨.
(٣) في "المستدرك" ٢/ ٢٥٠، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، فإن سليمان بن هرم العابد من زهاد أهل الشام، والليث بن سعد لا يروي عن المجهولين، ورده الذهبي بقوله: لا والله، وسليمان غير معتمد.
وقال في ترجمة سليمان من "الميزان" ٢/ ٢٢٨، بعد أن أورد هذا الحديث من طريق الحاكم: لم يصح هذا، والله تعالى يقول: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، ولكن لا ينجي أحدًا عمله من عذاب الله كما صح، بلى، أعمالنا الصالحة هي من فضل الله علينا ومن نعمه، لا بحول منا ولا قوة، فله الحمد على الحمد له.

<<  <  ج: ص:  >  >>