للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى ابنُ لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن سويدَ بن قيس أخبره عن عبد الرحمن بن معاوية: أن رجلًا سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما يَحِلُّ لي مما يحرمُ عليَّ؟ وردَّد عليه ثلاث مِرارٍ، كلَّ ذلك يسكتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: "أين السائل؟ " فقال: أنا ذا يا رسول الله، فقال بأصابعه: "ما أنكر قلبُك فدعه". خرَّجه أبو القاسم البغوي في "معجمه" (١) وقال: لا أدري عبد الرحمن بن معاوية سمع من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أم لا؟ ولا أعلم له غير هذا الحديث. قلتُ: هو عبد الرحمن بن معاوية بن حديج جاء منسوبًا في كتاب "الزهد" (٢) لابن المبارك، وعبد الرحمن هذا تابعيٌّ مشهور، فحديثه مرسل.

وقد صحَّ عن ابن مسعود أنه قال: الإثم حوازُّ القلوب (٣)، واحتجَّ به الإمام أحمد (٤)، ورواه عن جرير، عن منصور، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: قال عبد الله: إياكم وحزَّاز القلوب، وما حزَّ في قلبك من شيءٍ فدعه.

وقال أبو الدرداء: الخير في طمأنينة، والشرُّ في ريبة (٥).

وروي عن ابن مسعود من وجه منقطع أنه قيل له: أرأيتَ شيئًا يَحيكُ في صدورنا، لا ندري أحلال هو أم حرامٌ؟ فقال: إيَّاكم والحَكَّاكَاتِ، فإنَّهنَّ الإثم (٦)، والحَزُّ والحكُّ متقاربان في المعنى، والمراد: ما أثر في القلب ضِيقًا


= وهو متروك، والعلاء بن ثعلبة، وهو مجهول.
(١) وكذلك نسبه السيوطي في "الجامع الكبير" ٢/ ٥٦١ إلى البغوي في "معجمه" وذكر قوله.
(٢) رقم (٨٢٤) ورواية عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة قبل الاختلاط، فهو مرسل صحيح.
(٣) تقدم تخريجه ص ١٥١.
(٤) انظر ص ٥٧٥.
(٥) تقدم تخريجه بأطول مما هنا ص ٥٧٥.
(٦) ذكره ابن الأثير في "النهاية" وابن الجوزي في "غريب الحديث".

<<  <  ج: ص:  >  >>