للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحَرجًا، ونُفورًا وكراهة.

فهذه الأحاديث اشتملت على تفسيرِ البرِّ والإِثم، وبعضُها في تفسير الحلال والحرامِ، فحديثُ النَّوَّاس بن سمعان فسَّرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فيه البرَّ بحُسن الخلق، وفسَّره في حديث وابصة وغيره بما اطمأنَّ إليه القلبُ والنفس، كما فسر الحلالَ بذلك في حديث أبي ثعلبة. وإنما اختلف تفسيرة للبر، لأن البرَّ يُطلق باعتبارين معينين:

أحدُهما: باعتبار معاملة الخلق بالإحسان إليهم، وربما خصَّ بالإِحسانِ إلى الوالدين، فيقال: برُّ الوالدين، ويطلق كثيرًا على الإحسان إلى الخلق عمومًا، وقد صنف ابنُ المبارك كتابًا سماه "كتاب البرِّ والصلة"، وكذلك في "صحيح البخاري" و "جامع الترمذي": "كتاب البرّ والصلة"، ويتضمن هذا الكتاب الإحسان إلى الخلق عمومًا، ويقدم فيه بر الوالدين على غيرهما. وفي حديث بهز بن حكيم عن أبيه، عن جده، أنه قال: يا رسول الله مَنْ أبرُّ؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "ثم أباك"، قال: ثم من؟ قال: "ثم الأقرب فالأقرب" (١).

ومن هذا المعنى: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلَّا الجنَّة" (٢). وفي "المسند" (٣) أنه - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عن برِّ الحجِّ، فقال: "إطعامُ الطَّعام،


(١) رواه أحمد ٥/ ٣ و ٥، والبخاري في "الأدب المفرد" (٣)، وأبو داود (٥١٣٩)، والترمذي (١٨٩٧)، والطبراني في "الكبير" ١٩/ (٩٥٧)، وصححه الحاكم ٣/ ٦٤٢ و ٤/ ١٥٠، ووافقه الذهبي.
(٢) رواه من حديث أبي هريرة مالك ١/ ٣٤٦، وأحمد ٢/ ٤٦٢، والبخاري (١٧٧٣)، ومسلم (١٣٤٩)، والترمذي (٩٣٣)، والنسائي ٥/ ١١٥، وابن ماجه (٢٨٨٨) وصححه ابن حبان (٣٦٩٥) و (٣٦٩٦).
(٣) ٣/ ٣٢٥ و ٣٣٤ من حديث جابر، وفيه محمد بن ثابت، وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>