للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعد عامي هذا" (١)، وطفق يودِّعُ الناس، فقالوا: هذه حجة الوداع، ولمَّا رجع من حجِّه إلى المدينة، جمع الناس بماءٍ بين مكة والمدينة يُسمى خُمًّا، وخطبهم، فقال: "يا أيُّها النَّاس، إنَّما أنَا بَشرٌ يوشِكُ أن يأتينِي رسولُ ربِّي فأجيب"، ثم حضَّ على التمسُّك بكتابِ الله، ووصَّى بأهل بيته، خرَّجه مسلم (٢).

وفي "الصحيحين" ولفظه لمسلم عن عقبةَ بن عامرٍ، قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحدٍ، ثم صَعِدَ المنبر كالمودِّع للأحياء والأموات، فقال: "إنِّي فَرَطُكُم على الحوض، فإنَّ عَرْضَهُ، كما بين أيلةَ إلى الجُحفةِ، وإنِّي لست


(١) في "صحيح مسلم" (١٢٩٧) من حديث جابر رفعه: "لتأخذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحجُّ بعد عامي هذا". وروى ابن سعد في "الطبقات" ٨/ ٣١٠ عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ربيعة بن عبد الرحمن الغنوي قال: حدثتني جدتي سراء بنت نبهان وكانت ربة بيت في الجاهلية أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في اليوم الذي يدعون يوم الرؤوس الذي يلي يومَ النحر: "أي يوم هذا؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "هذا أوسط أيام التشريق". قال: "أتدرون أي بلد هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "هذا المشعر الحرام"، ثم قال: "لعلِّي لا ألقاكم بعد عامي هذا، ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام بعضكم على بعض كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، فليُبلغ أدناكم أقصاكم حتى تلقوا ربكم فيسألكم عن أعمالكم". قالت: ثم خرج إلى المدينة فلم يمكث إلا أيامًا حتى مات، صلوات الله عليه ورحمته وبركاته.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ٢٤/ (٧٧٧) من طريق أبي مسلم الكشي عن أبي عاصم به.
وروى البيهقي في "دلائل النبوة" ٥/ ٤٤٨ من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، فذكر قصة الحج، وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا أيُّها الناس اسمعوا ما أقول لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في هذا الموقف".
(٢) برقم (٢٤٠٨) من حديث زيد بن أرقم.

<<  <  ج: ص:  >  >>