للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عائشة (٢) عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنِّي أرسلتُ بحنيفيَّةٍ سَمحَةٍ" (١).

ومن هذا المعنى ما في "الصحيحين" عن أنسٍ أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: رأى رجلًا يمشي، قيل: إنَّه نذرَ أن يحج ماشيًا، فقال: "إنَّ اللهَ لغنيٌّ عن مشيه، فليركب"، وفي رواية: "إن الله لغنيٌّ عن تعذيب هذا نفسَه" (٢).

وفي "السنن" عن عُقبة بن عامر أن أختَه نذرت أن تمشي إلى البيت، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله لا يَصنَعُ بشقاءِ أختك شيئًا فلتَركَبْ" (٣).

وقد اختلفَ العلماءُ في حكم من نذَر أن يحجَّ ماشيًا، فمنهم من قال: لا يلزمهُ المشيُ، وله الرُّكوبُ بكلِّ حالٍ، وهو رواية عن أحمد والأوزاعيِّ. وقال أحمد: يصومُ ثلاثة أيَّام، وقال الأوزاعي: عليه كفَّارةُ يمين، والمشهور أنه يلزمُه ذلك إن أطاقه، فإن عجز عنه، فقيل: يركبُ عند العجز، ولا شيءَ عليه، وهو أحدُ قولي الشَّافعيِّ.


(١) تقدم تخريجه في الحديث السالف.
(٢) رواه البخاري (١٨٦٥) و (٦٧٠١)، ومسلم (١٦٤٢)، والترمذي (١٥٣٧)، وأبو داود (٣٣٠١)، والنسائي ٧/ ٣٠، وصححه ابن حبان (٤٣٨٢) و (٤٣٨٣).
(٣) رواه الترمذي (١٥٤٤)، والنسائي ٧/ ٢٠، وأبو داود (٣٢٩٣) وابن ماجه (٢١٣٤) من حديث عقبة بن عامر، أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أخت له نذرت أن تمشي إلى البيت حافية غير مختمرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يصنع بشقاء أختك شيئًا، فلتركب ولتختمر ولتصم ثلاثة أيام".
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وفي الباب عن ابن عباس، قلت: هو عند أبي داود (٣٢٩٧).
ورواه البخاري (١٨٦٦)، ومسلم (١٦٤٤) من حديث عقبة بن عامر أنه قال: نذرت أختي أن تمشي إلى بيت الله، وأمرتني أن أستفتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لتمش ولتركب".

<<  <  ج: ص:  >  >>