للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لآخرتك، وفي حياتك لموتك (١).

وفي "صحيح مسلم" (٢) عن أبي هُريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "بادِروا بالأعمال ستًا: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصَّةَ أحدكم، أو أمر العامة".

وفي "الترمذي" (٣) عنه، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "بادِروا بالأعمال سبعًا: هل تنظُرونَ إلا إلى فقرٍ منسٍ، أو غِنىً مُطغٍ، أو مرضٍ مُفسدٍ، أو هَرَمٍ مُفنِّدٍ، أو موتٍ مُجهِزٍ، أو الدجَّال، فشرٌّ غائبٍ ينتظر، أو الساعة فالسَّاعة أدهى وأمرُّ؟ ".

والمرادُ من هذا أن هذه الأشياء كلَّها تعوقُ عن الأعمال، فبعضُها يشغل عنه، إمَّا في خاصَّة الإِنسان، كفقره وغناه ومرضه وهرمه وموته، وبعضُها عامٌّ، كقيام الساعة، وخروج الدجال، وكذلك الفتنُ المزعجةُ، كما جاء في حديث آخر: "بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم" (٤).


(١) "الحلية" ٦/ ٢٠٠، و"اقتضاء العلم العمل" (١٧١). وروى أبو نعيم ٣/ ٩٧ مثله عن أبي نضرة.
(٢) رقم (٢٩٤٧)، وصححه ابن حبان (٦٧٩٠).
(٣) برقم (٢٣٠٦)، ورواه أيضًا ابن عدي في "الكامل" ٦/ ٢٤٣٤، والعقيلي في "الضعفاء" ٤/ ٢٣٠، وفيه محرز بن هارون، وهو منكر الحديث، ومع ذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال العقيلي والذهبي في "الميزان" ٣/ ٤٤٣: وقد روي الحديث بإسناد أصلح من هذا.
والإِسناد المشار إليه هو ما رواه الحاكم ٤/ ٣٢١ من طريق ابن المبارك عن معمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، لكن هو عند ابن المبارك في "الزهد" (٧)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (٤٠٢٢)، عن معمر، عمن سمع المقبري يحدث عن أبي هريرة، وإسناده ضعيف لجهالة الرجل الذي لم يُسمَّ.
(٤) رواه من حديث أبي هريرة مسلم (١١٨)، والترمذي (٢١٩٥)، وصححه ابن حبان =

<<  <  ج: ص:  >  >>