وقال الترمذي عقبه: "حديث حسن صحيح، وقد رُوي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لم يذكر فيه الهرَّة". ورواية أبي داود المذكورة من طريق مسدد، عن المعتمر بن سليمان، به؛ فلم يرفعه، وأخرجها من طريقه البيهقي في "المعرفة" (٢/ ٦٠) رقم (٢٧٤٥). ومسدد أوثق من سوار، وروايته الموقوفة معتضدة برواية الثقات الآخرين مثل: معمر؛ كما عند عبد الرزاق في "المصنف" (١/ ٩٩/ رقم ٣٤٤)، ومن طريقه الدارقطني في "السنن" (١/ ٦٧)، وحماد بن زيد -وهي الطريق الأخرى لأبي داود- وأخرجها الدارقطني في "السنن" (١/ ٤٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٢٤٨)، وفي "المعرفة" (٢/ ٦٠ رقم ١٧٤٥)، وفي "الخلافيات" (٩٠٥، ٩٠٦)، فروياه عن أيوب موقوفًا. وكذلك وقع في رواية أبي عبيد في "الطهور" (رقم ٢٠٤ - بتحقيقي)؛ فرواه من طريق إسماعيل بن إبراهيم -وهو ابن عُلَيَّة- عن أيوب، ولم يرفعه أيضًا، وذكره بتمامه موقوفًا. والحاصل: أنه اختلف على رواة هذا الحديث في رفع ذكر الهرة ووقفه، والصحيح الدي رواه الأكثرون: الوقف في ذكر الهرة، والرفع في ذكر الكلب. قال المصنف في "المجموع" (١/ ١٧٥): "قوله "من ولوغ الهرة مرة"، ليس من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل هو مدرج في الحديث من كلام أبي هريرة موقوفًا عليه، كذا قاله الحفاظ". ومن ثم تعقَّب كلام الطحاوي في "مشكل الآثار" (٣/ ٢٦٨)؛ فانظره غير مأمور. ولخص البيهقي في "المعرفة" (٢/ ٧٠) ما تقدم؛ فقال: "وأما حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة: "إذا ولغ الهرة غسل مرة"؛ فقد أدرجه بعض الرواة في حديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ولوغ الكلب ووهموا فيه. =