للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المباني العظيمة جامع دمشق ذكر الشيخ عماد الدين بن كثير في تاريخه البداية والنهاية وفي سنة ست وتسعين م الهجرة تكامل بناء الجامع الأموي بدمشق المحروسة على يد بانيه أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك بن مروان جزاه الله عن المسلمين خيرا وكان أصل موضع الجامع قديما معبد بنته اليونان والكلدانيون الذين كانو يعمرون دمشق وهم وضعوها أول ما بنيت وقد كانوا يعبدون الكواكب السبعة المتحيزة وكانت أبواب دمشق سبعة وهي القمر الذي في سماء الدنيا وعطارد في السماء الثانية والزهرة في الثالثة والشمس في الرابعة والمريخ في الخامسة والمشتري في السادسة وزحل في السابعة وكانوا قد صوروا على كل باب من أبواب دمشق هيكلا للكواكب من هذه الكواكب السبعة وكانت أبواب دمشق سبعة وضعوها قصدا لذلك وكان لهم عند كل باب عيد في السنة وهؤلاء هم الذين وضعوا الأرصاد وتكلموا على حركات الكواكب واتصالاتها ومقارناتها وبنوا دمشق واختاروا لها هذه البقعة إلى جانب الماء الوارد بين هذين الجبلين وصرفوه أنهارا تجري إلى الأماكن المرتفعة والمنخفضة وسلكوا الماء إليها في أفنية الدور وبنوا هذا المعبد وكانوا يصلون إلى القطب الشمالي فكانت محاربته تجاه الشمال وبابه يفتح إلى جهة القبلة خلف المحراب اليوم كما شاهدنا ذلك عيانا وهو باب حسن من الحجارة المنحوتة وعن يمينه ويساره بابان صغيران بالنسبة إليه وكان غربي المعبد قصر منيف جدا تحمله هذه الأعمدة التي بباب البريد وشرقيه قصر حيزون داران يكونان لمن تملك دمشق قديما ويقال إنه كان مع المعبد ثلاث دور عظيمة يحيط بالجميع سور واحد وهي دار المطبخ ودار الخيل ودار كانت تكون مكان الخضر التي بناها معاوية.

<<  <   >  >>