فظنوه سحاباً ممطراً. فقال بكر بن معاوية منهم هذا عارض ممطر فنظر إليه هود فقال {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ} لأنهم استعجلوا العذاب استهزاء فنظر بكر بن معاوية إلى السحاب فقال إني لأرى سحاباً مرمداً لا يبقى من عاد أحداً، والريح: الدبور كانت تأتيهم بالرجل الغائب حتى تقذفه في ناديهم واعتزل هود والمؤمنون في حظيرة لا يصيبهم منها إلا ما يلين على الجلود وتلذ به الأنفس وإنها لتمر من عاد بالظُّعن بين السماء والأرض قال شاعرهم [١٧٩ / أ] /
(فدعا هود عليهم ... دعوة أضحوا همودا)
(عصفت ريح عليهم ... تركت عادا خمودا)
(سخرت سبع ليال ... لم تدع في الأرض عودا)
وعُمِّر هود بعدهم في قومه مائة وخمسين سنة.
{ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدةً فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون (٢٦) ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون (٢٧) فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً ءالهةً بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون (٢٨) }