للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدراسة:

اختلف العلماء في هذه الآية، هل الاستثناء منقطع أو متصل؟.

القول الأول: ذهب ابن عقيل إلى أن الاستثناء منقطع، والمعنى: لكن اتباع الظن، وذلك لأن اتباع الظن ليس من جنس العلم، وهذا قول الطبري (١)، والواحدي (٢)، والبغوي (٣)، والزمخشري (٤)، وابن الجوزي (٥)، والقرطبي (٦)، وغيرهم (٧).

القول الثاني: أن الاستثناء متصل، وبه قال ابن عطية: (وهو استثناء متصل؛ إذ الظن والعلم يضمهما جنس واحد: أنهما من معتقدات النفس، وقد يقول الظان على طريق التجوز: علمي في هذا الأمر أنه كذا، وهو يعني ظنه) (٨).

وقال أبو السعود (٩): (ويجوز أن يفسر الشك بالجهل والعلم بالاعتقاد الذي تسكن إليه النفس جزماً كان أو غيرَه فالاستثناء حينئذ متصل) (١٠).

والراجح قول الجمهور بأن الاستثناء منقطع، و [إلا] تستخدم مكان [لكن] عند العرب كثيراً، وإنما تستعمل في كل موضع حسن أن يوضع فيه مكان [إلا] [لكن]؛ ألا ترى أنك إذا قلت: ما لهم به من علم لكن اتباع الظن، وجدت المعنى صحيحاً (١١)، ويصير الاستثناء منقطعاً، وعلى هذا لا نحتاج إلى تفسير العلم بالظن. والله أعلم.


(١) جامع البيان ٢/ ١٦٠.
(٢) الوجيز ١/ ١٣٠.
(٣) معالم التنزيل ١/ ٣٩٦.
(٤) الكشاف ١/ ٦٢١.
(٥) زاد المسير ٢/ ٢٤٦.
(٦) الجامع لأحكام القرآن ٦/ ٩.
(٧) ينظر: تفسير النسفي ١/ ٢٦٢، التسهيل ١/ ٢١٨، أضواء البيان ٢/ ٥١٠، التحرير والتنوير ٦/ ٢٢.
(٨) المحرر الوجيز ٢/ ١٣٤.
(٩) هو أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي الحنفي، صنف إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن العظيم في التفسير، وله حاشية على تفسير الكشاف، مات سنة ٩٨٢ هـ، له ترجمة في: طبقات الأدنه وي ص ٣٩٨، شذرات الذهب ٨/ ٣٩٨.
(١٠) تفسير أبي السعود ٢/ ٢١٨.
(١١) ينظر: جامع البيان ٢/ ١٥٩.

<<  <   >  >>